تنتشر في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية”، “قسد” من ريفي محافظتي دير الزور والرقة ظاهرة التطرف دون أي تدخل من قبل المنظمات التي تنشط في المنطقة أو حتى دون أي تدخل من “قسد” جراء نشر الأفكار المتشددة من قبل بعض الشخصيات.
تقول مصادر محلية إن دورات تحفيظ القرآن للصغار والكبار مسألة طبيعية في أي منطقة، لكن أن يكون القائمين على المساجد من عناصر تنظيم داعش السابقين، أو الموالين للفكر المتطرف فإن الأمر يحتاج لتحرك لكون هؤلاء مازالوا يحافظون على أنتشار أفكار داعش بين السكان الأمر الذي قد يكون له خطراً كارثيا في مستقبل المنطقة الشرقية.
وتذكر المصادر أن “قسد” لا تتدخل نهائيا أياً كانت الخطب أو الدروس الدينية التي تقدم في المساجد الواقعة في ريفي دير الزور والرقة إلا إذا كانت تتعارض مع سياساتها، فمسائل التطرف كاملة لا تعني “قسد” بل تخدم سياساتها الإعلامية التي تتحدث دوماً عن احتمال عودة “داعش” الإرهابي إلى المنطقة بوصف سكانها من المتطرفين أساسا، علماً أن سكان المنطقة قبل وصول التنظيمات المتطرفة لم يكونوا من المتشددين دينياً ولم تكن هذه الظاهرة موجودة في المنطقة، وعلى سبيل المثال يقول مصدر محلي من بلدة “هجين”، خلال حديثه لـ “داما بوست” بأن “النقاب لم يظهر إلا في زمن التنظيمات المتطرفة وخاصة داعش، وغالب النساء اللواتي يرتدينه الآن يخشين من ردة فعل خلايا “داعش” المنتشرة في المنطقة، أو إنهن فعلاً بتن مقتنعات به، على الرغم من كونه لم يكن موجوداَ ضمن الزي المعتمد من قبل نساء الشرقية قبل العام 2011.
يقول مصدر من مدينة الرقة لـ داما بوست، “لم تتدخل قسد في أي من المناسبات التي يقدم فيها التطرف من منبار المساجد، لكنها تدخلت حين منعت المساجد من الدعاء لـ فلسطين، وتدخلت أيضا حين حرض أحد إئمة المساجد السكان في المدينة على التظاهر ضد ممارسات قسد فيما يخص الأسعار وما شابه ذلك، لكنها تهمل بشكل متعمد كل الخطب والدروس الدينية التي يطرح من خلالها التطرف كمادة أساسية، وهذا ما تريده “قسد” تماماً، بمعنى أن تبقى المنطقة الشرقية متهمة بالتطرف بما يسمح لها بالتحرك وتصفية واعتقال أي معارض لها بتهمة تعامله أو موالاته لـ “داعش” الإرهابي”.
الشخصيات المتواجدة بصفة خطباء أو إئمة لمساجد الرقة ودير الزور، غالبيتهم من الشخصيات التي كانت تقاتل إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي قبل أن يخرج من المنطقة بشكل صوري بعد آذار من العام 2019، وغالبية بقايا التنظيم اليوم هم ضمن عناصر “قسد”، كمقاتلين، أو تجار مرتبطين بها، أو شخصيات متواجدة في المساجد بصفات دينية متعددة بعد أن قاموا بـ “تسوية أومورهم”، مع قسد وبات وجودهم طبيعياً في المنطقة، الأمر الذي يهدد سلامة المنطقة الشرقية على المستوى الديموغرافي والعادات المجتمعية بشكل مستدام.
يذكر أن آخر وجود معلن لتنظيم داعش كان في بلدة باغوز فوقاني بريف دير الزور الشرقي، والتي سلمها التنظيم بموجب آتفاق خروج آمن في آذار من العام 2019 عقده مع قسد، ونقل وفقا للاتفاق عناصر التنظيم إلى السجون بشكل مؤقت أو مستدام، فيما نقلت العوائل المتربطة به إلى “مخيم الهول”، حيث تقيم هذه العوائل إلى الآن.