لماذا رفض ترامب الطلب الإسرائيلي بتمديد العقوبات على سوريا؟
في ظل التحولات المتسارعة بالملف السوري، كشفت تقارير عن طلب إسرائيلي من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإبقاء على العقوبات ضد دمشق كأداة ضغط تفاوضية.
إلا أن الرفض الأميركي لهذا الطلب، والوعد بتعويض إسرائيل في ملفات أخرى، أثار تساؤلات حول أهداف هذا التحول.
يقدم الدكتور سمير التقي، كبير الباحثين في المجلس الأطلسي بواشنطن، قراءة تحليلية معمقة لهذا الموقف، نلخصها في النقاط التالية:
1. تحول استراتيجي بقيادة ترامب
يرى د. سمير التقي أن ما يجري ليس مجرد مناورة سياسية، بل هو توجه أميركي طويل الأمد يهدف إلى:
منح دمشق فرصة للتعافي: توقيع ترامب النهائي على إنهاء العقوبات يغلق الباب أمام عودتها، مما يسمح لسوريا ببدء مسار التعافي الاقتصادي.
سوريا كمنصة نفوذ: تسعى واشنطن لجعل سوريا مرتكزاً لدورها الإقليمي عبر تعزيز قواعدها العسكرية (سنتكوم) لموازنة القوى في شرق المتوسط والعراق.
2. الضغوط الإسرائيلية وتهديد السيادة
يوضح التقي أن تخفيف العقوبات يقابله ضغوط أميركية لقبول مطالب إسرائيلية يصفها بـ “الخطيرة”، وأبرزها:
جعل دمشق مكشوفة أمنياً: المطالبة بإنشاء مناطق عازلة والتحكم في حركة الأموال والشخصيات، مما يحول العاصمة إلى مدينة “ساقطة استراتيجياً” تفتقر للقدرة على الدفاع.
السيطرة التكنولوجية: سعي “إسرائيل” للهيمنة على جبل الشيخ لتحويله إلى مركز تنصت عالمي يراقب الفضاء الجوي حتى حدود إيران.
3. البديل السوري: الرهان على الداخل
يستبعد د. سمير التقي قدرة الضغوط الخارجية على فرض هذه التنازلات، مشيراً إلى أن الحل الأنجع للدولة السورية هو:
التوافق الوطني: تعزيز الوحدة مع المكونات الداخلية (مثل الأكراد وأهالي جبل العرب) كبديل لاتفاقات أمنية مكلفة مع “إسرائيل” تمس السيادة الوطنية.
مواجهة الأطماع: يرى التقي أن تقوية الجبهة الداخلية هي الضمانة الوحيدة لمواجهة سعي إسرائيل للتدخل اليومي في الشأن السوري على غرار ما تفعله في لبنان.
وفقاً لرؤية د. سمير التقي، فإن رفض ترامب للمطلب الإسرائيلي يعكس إرادة أميركية في إعادة صياغة توازنات الشرق الأوسط برؤية واشنطن الخاصة
مع التركيز على مكافحة التنظيمات المتطرفة وقطع طرق الإمداد الإيرانية، دون الارتهان الكامل للمخاوف الإسرائيلية التقليدية.
اقرأ أيضاً:شرط الجمهوريين للسلام في سوريا: حماية الأقليات أو عودة عقوبات قيصر
اقرأ أيضاً:ماست يضع شرطاً أساسياً للموافقة على إلغاء عقوبات «قيصر»