اشتباكات بين قسد والقوات السورية في حلب بالتزامن مع زيارة وفد تركي

أصيب سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة مدنيين وعنصران من فرق الدفاع المدني السوري وعنصران من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، جراء اشتباكات اندلعت، على أطراف حيّي الشيخ مقصود والأشرفية ذوي الغالبية الكردية في مدينة حلب شمالي سوريا.

وأفادت مصادر محلية بأن المدنيين الثلاثة وعنصري الدفاع المدني أُصيبوا نتيجة استهدافهم برصاص قناصة على محوري دواري الشيحان والليرمون، في محيط الحيين، وسط اشتباكات وُصفت بالعنيفة والمستمرة.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى دمشق، ضم وزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، حيث عقد الوفد لقاءات مع الرئيس الانتفالي السوري أحمد الشرع وعدد من المسؤولين السوريين.

إصابة عناصر الدفاع المدني

وقالت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية، في بيان، إن عنصرين من كوادر الدفاع المدني أُصيبا بجروح نتيجة استهداف مباشر بإطلاق نار من قبل «قسد» أثناء تأديتهما مهامهما على دوار الشيحان. وأوضحت أن سيارة إسعاف من نوع «بيك آب» كانت تقل أربعة عناصر من الدفاع المدني تعرضت لإطلاق نار أثناء توجهها إلى مبنى مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في محافظة حلب.

وأشارت الوزارة إلى أن السيارة كانت تحمل شارات الدفاع المدني بشكل واضح، وأن العناصر كانوا يرتدون الزي الرسمي، مؤكدة أن الاستهداف أدى إلى إصابة عنصرين جرى إسعافهما إلى المشفى. واعتبرت الوزارة أن استهداف فرق الدفاع المدني يمثل «جريمة خطيرة وانتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني»، لما يسببه من عرقلة لجهود إنقاذ المدنيين ومنع تقديم الخدمات الإنسانية.

رواية «قسد»

في المقابل، قال المكتب الإعلامي لـ«قسد»، في بيان، إن عنصرين من قوى الأمن الداخلي (الأسايش) أُصيبا بجروح جراء «هجوم نفذته فصائل مرتبطة بوزارة الدفاع في حكومة دمشق على حاجز في دوار الشيحان». واعتبر البيان أن ما جرى يأتي في سياق «تصعيد يهدد أمن المدينة وحياة المدنيين»، محمّلًا حكومة دمشق المسؤولية عن الحادثة.

إغلاق طرق وتعزيزات عسكرية

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بإغلاق طريق غازي عنتاب – حلب من جهة دواري الليرمون والشيحان، بسبب استهداف الطريق من قبل عناصر «قسد». كما أكدت مصادر محلية أن قوات وزارة الدفاع السورية دفعت بتعزيزات عسكرية إلى محيط حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، مع تطور الاشتباكات إلى استخدام الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة.

وقالت وزارة الداخلية السورية، في بيان، إن قوات «قسد» المتمركزة في الشيخ مقصود والأشرفية «أقدمت على إطلاق النار على الحواجز المشتركة عقب انسحاب مفاجئ، رغم الاتفاقات المبرمة»، ما أدى إلى إصابة عنصر من قوات الأمن الداخلي وعنصر من الجيش، إضافة إلى وقوع إصابات بين المدنيين وعناصر الدفاع المدني.

من جهتها، نفت وزارة الدفاع السورية صحة ما وصفته بـ«الادعاءات» حول قيام الجيش بمهاجمة مواقع «قسد»، مؤكدة أن الأخيرة شنت هجومًا مفاجئًا على نقاط انتشار قوى الأمن الداخلي والجيش في محيط حي الأشرفية. وأوضحت الوزارة أن قوات الجيش ردّت على مصادر النيران التي استهدفت منازل المدنيين وتحركاتهم ونقاط انتشار الجيش والأمن.

سوابق وتصعيد متكرر

وسبق أن شهدت المنطقة ذاتها، في السادس والسابع من تشرين الأول الماضي، اشتباكات دامية بين «قسد» و«الأسايش» من جهة، وقوات الأمن الداخلي والجيش السوري من جهة أخرى، أسفرت حينها عن مقتل مدني وثلاثة عناصر من قوات الأمن السورية، وإصابة أكثر من 26 شخصًا، بينهم مدنيون.

تزامن مع زيارة تركية

وتتزامن الاشتباكات مع زيارة الوفد التركي إلى دمشق، حيث التقى الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة. وبحسب مصادر دبلوماسية، كان من أبرز الملفات المطروحة خلال الزيارة اتفاق 10 آذار الموقع بين «قسد» ودمشق، والذي ينص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة، دون أن يشهد الاتفاق تقدمًا ملموسًا على أرض الواقع حتى الآن.

اقرأ أيضاً:أنقرة لـ قسد: الاندماج الفردي أو التحرك العسكري.. والصبر بدأ ينفد

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.