“إسرائيل” تعيد مستوطنين اخترقوا الحدود مع سوريا للمرة الرابعة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إعادة عدد من المستوطنين الإسرائيليين بعد اختراقهم الحدود الفاصلة بين الجولان المحتل والأراضي السورية، في حادثة تتكرر للمرة الرابعة منذ سقوط النظام السوري.
وقال “الجيش الإسرائيلي”، في بيان نشره عبر منصة “إكس”، إن قواته تحركت فور تلقي بلاغ حول عبور مدنيين إسرائيليين الحدود، وتمكنت من تحديد مكانهم وإعادتهم “بسلام” إلى داخل إسرائيل، دون الإشارة إلى وقوع إصابات أو اشتباكات.
وأوضح البيان أن الأشخاص الذين جرى توقيفهم سيُحالون إلى الشرطة الإسرائيلية لاستكمال الإجراءات القانونية بحقهم، معتبرًا أن ما حدث يشكّل “مخالفة جنائية”. ودان الجيش الحادثة “بشدة”، محذرًا من أن تجاوز الحدود في تلك المنطقة الحساسة يعرّض حياة المدنيين وقواته للخطر.
من جهتها، ذكرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن سبعة شبان يُعرفون باسم “فتية التلال” حاولوا في ساعات الصباح عبور السياج الحدودي بين إسرائيل وسوريا، قبل أن يعتقلهم الجيش ويسلمهم إلى الشرطة. وأضافت الصحيفة أن الشرطة قررت الإفراج عنهم بعد وقت قصير، إلا أنهم عادوا مجددًا إلى محيط الحدود، وأقدموا مرة أخرى على قطع السياج والدخول إلى الأراضي السورية.
وبحسب مصدر من قرية بئر عجم في ريف القنيطرة، فضّل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، فإن سبعة أو ثمانية مستوطنين دخلوا المنطقة الواقعة بين قريتي بئر عجم ورويحينة داخل الأراضي السورية.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، وفق ما نقلته “معاريف”، إنها تلقت بلاغًا عن مجموعات مشتبه بها عبرت الحدود إلى سوريا، مشيرة إلى أن عناصرها، وبالتنسيق مع الجيش، نقلوا الموقوفين إلى مراكز الشرطة لاستكمال التحقيق. وأوضحت أن قرار تمديد توقيفهم أو الإفراج عنهم سيُتخذ بناءً على تطورات التحقيق، محذّرة من الاقتراب من المناطق المحاذية للسياج الحدودي، ومؤكدة أن عبور الحدود إلى سوريا أو لبنان يُعد “جريمة جنائية خطيرة” قد تصل عقوبتها إلى السجن أربع سنوات.
حوادث متكررة منذ سقوط النظام
وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة محاولات مشابهة خلال الأشهر الماضية. ففي 27 تشرين الثاني الماضي، حاولت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين عبور الحدود من الجولان المحتل إلى الأراضي السورية عند نقطتين منفصلتين، إحداهما في جبل الشيخ، والأخرى قرب قرية بئر عجم في ريف القنيطرة.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، استخدمت المجموعة، المعروفة باسم “رواد باشان” (Halutzey Habashan)، مناشير كهربائية لقطع أجزاء من السياج الحدودي، وتقدمت داخل الأراضي السورية على متن مركبات. وقدّر الجيش الإسرائيلي حينها عدد المقتحمين بـ13 شخصًا، خمسة في محور جبل الشيخ وثمانية في منطقة بئر عجم.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن وحدات عسكرية وصلت إلى الموقعين خلال دقائق من تلقي البلاغ، وتمكنت من إعادة المتسللين إلى داخل إسرائيل. وأشار إلى وقوع مشادات كلامية بين بعض المقتحمين والجنود أثناء عملية ضبطهم، قبل نقلهم إلى الشرطة لاستكمال التحقيق.
وأكد ناشط من مدينة القنيطرة، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن المستوطنين دخلوا حينها من طريق قرية بريقة باتجاه قرية بئر عجم في ريف القنيطرة الجنوبي. ولاحقًا، أعلنت الشرطة الإسرائيلية توقيف خمسة مشتبه بهم إضافيين قرب نقطة الاختراق في جبل الشيخ.
وفي بيان أصدرته مجموعة “رواد باشان” بعد تلك الحادثة، دعت إلى إقامة مستوطنات في جنوبي سوريا، معتبرة أن ذلك “مفتاح للسيطرة على المنطقة ومنع الانسحابات”، وفق تعبيرها، كما طالبت بالسماح لليهود الراغبين بالاستيطان في ما تسميه “أراضي باشان”.