امتيازات ووعود لكبار المتبرعين في حملة “حلب ست الكل”
شهدت حملة “حلب ست الكل”، التي أطلقتها محافظة حلب لجمع التبرعات لدعم مشاريع إعادة الإعمار، طرح مجموعة من الوعود المقدمة لكبار المتبرعين، شملت تسهيلات واسعة وامتيازات رمزية أبرزها تسمية شوارع ومدارس بأسمائهم. الوعود صدرت خلال مؤتمر تعريفي أقيم في إسطنبول في 18 تشرين الثاني الحالي، بحضور وفد رسمي يمثل المحافظة.
وعد بتسمية شوارع ومدارس للمتبرعين بمبالغ كبيرة
عضو اللجنة المنظمة للحملة، الممثل المسرحي همام حوت، أعلن خلال المؤتمر أن المتبرع بمبلغ مليون دولار سيُطلق اسمه على أحد شوارع مدينة حلب، بينما يحظى من يتكفل بترميم خمس مدارس بوضع اسمه على إحدى المؤسسات التعليمية.
كما تحدث حوت عن امتيازات إضافية تتمثل بإعفاءات ضريبية تصل إلى 100%، لكنه شدد على أن هذه التسهيلات ما تزال قيد النقاش ولم يصدر بشأنها قرار رسمي من المحافظ عزام الغريب، الحاضر في المؤتمر مع وفد حكومي مرافق.
محافظة حلب، عبر دائرة شؤون الإعلام، قالت لعنب بلدي إنه لا توجد تفاصيل رسمية حول هذه الامتيازات حتى الآن. كما لم يردّ همام حوت على استفسارات إضافية بشأن طبيعة تلك التسهيلات.
“باكير” أكبر المتبرعين.. ووعد بتسمية شارع باسم رئيس مجلس الإدارة
المؤتمر الذي نظمته مجموعة “باكير” القابضة، بطلب من محافظة حلب وغرفة تجارتها، شهد تقديم أكبر تعهد مالي للحملة بمبلغ مليون دولار من المجموعة ذاتها. ووفق ما أعلنه همام حوت، حصلت “باكير” على وعد من المحافظ بتسمية أحد شوارع المدينة باسم رئيس مجلس إدارة المجموعة، رجل الأعمال ظافر باكير.
أحمد باكير، نجل ظافر والمدير التنفيذي للمجموعة، قال إن هذا الوعد كان دافعاً أساسياً لاتخاذ قرار التبرع، معتبراً أن رؤية اسم والده على أحد الشوارع “تكريم وشرف”. وأوضح أن الامتيازات الأخرى المطروحة لم تكن محور نقاش بينه وبين الوفد الرسمي، مؤكداً أن اهتمامه ينصبّ على دعم مشاريع طبية في ريف حلب من خلال التبرع المقدم.
تعهدات إضافية من رجال أعمال سوريين
شهد المؤتمر أيضاً تقديم تعهدات مالية وعينية إضافية من رجال أعمال سوريين، قاربت قيمتها مليون دولار أخرى. وبحسب ما رواه ممثلو محافظة حلب خلال اللقاء، فقد جاءت بعض التبرعات استجابة لحاجة ماسة في المناطق الريفية التي تعاني من نقص في الخدمات الطبية، تسببت في حالات وفاة نتيجة غياب مراكز إسعافية قريبة.
زيارة الوفد الرسمي امتدت لتشمل عدة مدن تركية، بدءاً من بورصة وصولاً إلى إسطنبول ثم أنقرة، على أن تشمل لاحقاً لقاءات في ولاية غازي عنتاب. وتركز الجولة على التعريف بالحملة، والاجتماع مع شخصيات رسمية واقتصادية لبحث آفاق التعاون وتعزيز الاستثمارات.
حملة “حلب ست الكل”.. جزء من سلسلة حملات لدعم الإعمار
تأتي حملة “حلب ست الكل” كجزء من سلسلة حملات مماثلة شملت عدة محافظات سورية، بدأت بـ“أربعاء حمص”، ثم “أبشري حوران” في درعا، و“دير العز” في دير الزور، و“ريفنا بيستاهل” في ريف دمشق. ومن المنتظر إطلاق حملة “فداء لحماة” في 22 تشرين الثاني الحالي.
وتهدف الحملة الجديدة إلى دعم مشاريع خدمية داخل مدينة حلب، ضمن رؤية تصفها المحافظة بأنها “شاملة تعمل على توحيد الجهود الرسمية والأهلية”، مع طموح بجمع مليار دولار قبل الإعلان عن نتائجها منتصف كانون الأول المقبل.
حلب.. المدينة الأكثر دماراً وبحاجة ماسة لجهود الإعمار
تعاني حلب من تراجع شديد في الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء والمياه، نتيجة تضرر كبير في البنية التحتية خلال السنوات الماضية. ويأمل سكان المدينة أن تسهم هذه الحملة في تحسين الواقع المعيشي والخدماتي ضمن قطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة.
تقرير البنك الدولي الصادر في 21 تشرين الأول الماضي قدّر أن سوريا تحتاج إلى نحو 216 مليار دولار لإعادة الإعمار، مع تصنيف حلب، إلى جانب ريف دمشق وحمص، ضمن أكثر المناطق تضرراً. كما أظهر أطلس صادر عن معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب (UNITAR) عام 2019 أن محافظة حلب سجلت أعلى نسبة دمار في البلاد، مع أكثر من 35 ألف مبنى متضرر بدرجات متفاوتة.
اقرأ أيضاً:حملة إزالة البسطات في حلب أشعلت الجدل بين مؤيد و معارض