داما بوست-خاص| جيش العدو استعان ببعض الغرب لدعمه من وراء البحار، ومن البحار، ومن كل حدب وصوب بالبوارج والسلاح وحاملات الطائرات، ليعمل على ترسيخ أقدامه وتكريس وجوده في أرض فلسطين والتمدد إلى دول الجوار، متخذاً مقولة إنه لا عار في قتل الأبرياء وهدم المنازل في فلسطين ولبنان، فالسلاح يتدفق وحاملات الموت تعوم في البحار، لكن ما حصل لم يكن في ضمن ما تصورته أمريكا وحليفتها “إسرائيل”.
القتال على جبهات الحرب في غزة ولبنان كان ولا يزال قاسياً على جيش العدو الإسرائيلي، ورياح المعارك تديرها المقاومة بما لا تشتهي سفن الاحتلال ولا حاملات طائرات حلفائها في البحار، يفشل جيش العدو ويقتل ضباطه وعلماء آثاره المنافقين الكاذبين المتسللين كاللصوص في لبنان، ويستشهد القائد البطل الوطني في المقاومة، وينهض آخر على أمجاده ومآثره فإنه يكفيه فخراً أنه رفع سلاحه وحارب الأعداء بكل شراسة وحنكة، حتى أعاد الأمل للتراب.
جبهة الإسناد في اليمن حاضرة في المعارك، ولم يمر أسبوع على إعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف حاملات الطائرات الأمريكية “ابراهام لينكولن” حتى أعلنت وزارة الحرب الامريكية المساندة للعدو الإسرائيلي سحبها من “الشرق الأوسط” إلى المحيط الهندي ما يؤكد رواية القوات اليمنية بشأن إصابة حاملة الطائرات “لينكولن” في البحر العربي.
من المؤكد أن حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” قد تضررت بشكل كبير نتيجة استهدافها من قِبل القوات المسلحة اليمنية قبل أيام ولهذا جاء قرار سحبها من البحر العربي لإجراء صيانة عاجلة، على غرار قرار سحب حاملة الطائرات “إيزنهاور” التي سحبها الأمريكيون عقب استهدافها من قِبل القوات المسلحة اليمنية في حزيران الماضي، حيث كشفت الكثير من التقارير في حينه عن وصول فريق فني من قاعدة العديد الأمريكية المتواجدة في قطر إلى قبالة سواحل مدينة جدة السعودية لإجراء عملية صيانة عاجلة للحاملة “إيزنهاور” قبل عودتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن الواضح أن جبهة إسناد المقاومة في اليمن واثقة من تحقيق عملياتها لهدفها وإصابة صواريخها لحاملة الطائرات “لينكولن” بشكل مباشر، وما يؤكد ذلك هو تحدي عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، واشنطن بالسماح للقنوات الفضائية بالبث المباشر من حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” بعد ضربها من اليمن بيد القوات المسلحة اليمنية.
ولم تكن هذه اللوحة العسكرية اليمنية إلا بداية لمجموعة أعمال عسكرية تحمل عنوان “وداعاً أيها الأعداء”، يصور فيها اليمنيون كيف يهزم حلفاء الصهاينة، وتقتل حاملات طائراتهم التي اعتبروها رمزاً، وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي تُجبر فيها القوات المسلحة اليمنية، القوات الامريكية على ترك ما تسميه واشنطن “الشرق الأوسط” بدون حاملة طائرات خلال أقل من عام.
وبقدر ما يمثله سحب حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” من هزيمة للقوات الأمريكية في المسرح البحري فهو يعتبر مؤشر فعلي على عجز واشنطن في مواصلة هيمنتها على بحار المنطقة، وهو ما سيكون له تداعيات خطيرة على وجود القوات الأمريكية في المنطقة مستقبلاً، فالمستقبل لأصحاب البحر واليابسة، وليس للدخلاء عليها.
وحسب الخبراء العسكريين فإن التطور المتسارع في أسلحة القوات المسلحة اليمنية البحرية أدخل القوات الأمريكية في مأزق كبير، حيث تحولت المدمرات الأمريكية وقطعها البحرية العسكرية في البحرين الأحمر والعربي إلى أهداف سهلة لقوات اليمن، ومن الممكن أن تصبح عمليات اليمن مستقبلاً أكثر فتكاً خصوصاً في ظل جهود القوات المسلحة الحثيثة لتطوير أسلحتها البحرية لتكون أكثر فاعلية وتدميراً، وقد تضطر واشنطن على وقع هذه الضربات إلى سحب كل قطعها البحرية العسكرية من البحرين الأحمر والعربي، وربما من المحيط الهندي، وهو ما سيكون مقدمة لخروجها بشكل كامل من المنطقة.
اليمن حذرت ونفذت واستهدفت، وهي تحذر بعد عملية استهداف “لينكولن” من اقتراب حاملات الطائرات من البحر الأحمر وأن القوات الأمريكية فيما إذا اختارت إدخال حاملات الطائرات إلى البحر الأحمر فإنها ستكون بذلك تقربها للاستهداف، وهذا ما يؤكد أن البحر الأحمر أصبح خالياً تماماً من حاملات الطائرات.
المقاومة اللبنانية مسندة من جبهة اليمن ومن العديد من الجبهات، تستلهم القوة أيضاً من باب إعداد العدة والدعاء عند لقاء العدو الإسرائيلي وهذا الدعاء والصبر في الساحات القتالية أمر يعجز عنه الأعداء، ويعجزون معه عن تحقيق أي نصر أو تقدم أو هدف، سوى تلك الأهداف الكاذبة الذين يدعون تحقيقها، وتزعم الإدارة الأمريكية معهم وتفترض ذلك، في محاولة لإيجاد مخرج من الحرب التي تطحنهم سوية في الميدان، والرحى فيها حزب الله.