“كتيبة الغرباء” بقيادة “عمر أومسين”: ملف الجهاديين الفرنسيين في سوريا يعود إلى الواجهة
من هي “فرقة الغرباء” أو “كتيبة الغرباء” الجهادية؟
تأسست “فرقة الغرباء” منتصف عام 2013 في جبال اللاذقية شمال غرب سوريا، على يد الجهادي الفرنسي من أصول سنغالية عمر ديابي، المعروف بلقب عمر أومسين. تمركزت الفرقة بدايةً في جبلَي الأكراد والتركمان، وضمّت في صفوفها مقاتلين يحملون الجنسية الفرنسية، من أصول مغربية وجزائرية وتونسية وأفريقية وبلجيكية، بالإضافة إلى فرنسي الأصل.
عند انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة عام 2014، أبدت فرقة الغرباء ولاءها للقاعدة، لكن العديد من عناصرها انشقوا والتحقوا بداعش خلال تلك الفترة، ما أدى إلى تقلّص حجمها مؤقتًا.
صعود عمر أومسين وتصنيفه إرهابيًا:
برز عمر أومسين كأحد أبرز الجهاديين الأوروبيين في سوريا، وكان يُلقّب بـ”الزعيم الروحي للمجاهدين الناطقين بالفرنسية”. انتقل إلى سوريا أواخر عام 2012، واستقر في اللاذقية، حيث شكّل كتيبة مقاتلة جمعت عشرات الشبان من فرنسا وشمال إفريقيا.
في أيلول/سبتمبر 2016، صنفته وزارة الخارجية الأميركية على لائحة الإرهابيين العالميين، كما اتهمته فرنسا بتجنيد نحو 80% من الجهاديين الفرنسيين الذين التحقوا بالتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق.
المواجهات مع هيئة تحرير الشام والاعتقالات المتكررة:
على الرغم من تراجعها إعلاميًا، عادت “فرقة الغرباء” للظهور بعد إعلان تشكيل تنظيم “حرّاس الدين” في نيسان 2018، وهو التنظيم الذي ضم فصائل تابعة سابقًا للقاعدة ورفضت الانخراط في هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).
وفي آب/أغسطس 2018، اعتقلت الهيئة “عمر أومسين” على خلفية قضية حضانة أثارت الجدل، حيث احتجزت كتيبته طفلةً بلجيكية بعد مقتل والدها، ورفعت الأم دعوى قضائية عبر تركيا، انتهت بتسليم الطفلة واعتقال “أومسين” لفترة تزيد عن 4 أشهر.
في السنوات اللاحقة، شاركت الفرقة في غرفتي عمليات “وحرّض المؤمنين” (نوفمبر 2018) و”فاثبتوا” (يونيو 2020)، ما أدى إلى اعتقال “أومسين” مرة أخرى في سبتمبر 2020، ضمن حملة استهدفت تفكيك المجموعات القريبة من “حرّاس الدين”.
التراجع والانشقاقات:
بحلول عام 2020، تراجع عدد عناصر الفرقة إلى نحو 30 مقاتلاً فقط، بعد أن شهدت موجة انشقاقات كبيرة، حيث انضم البعض إلى تنظيمات أخرى مثل الحزب الإسلامي التركستاني، الذي يُعتبر أكثر قبولًا من قِبل هيئة تحرير الشام.
وفي يناير 2022، عاد اسم “عمر أومسين” إلى الواجهة بعد خروجه من السجن، عقب اتفاق بينه وبين الهيئة، تضمّن عدة شروط أبرزها:
1- عدم إنشاء كيان عسكري مستقل.
2- الانضمام لغرفة عمليات “الفتح المبين”.
3- التنسيق المسبق لأي عملية عسكرية.
إلا أن خرق هذه الشروط – عبر تنفيذ عملية نعسكرية قرب كفررومة في يناير 2023 – أدى إلى اعتقاله مجددًا مع عدد من مقاتليه في يونيو 2023، وسط معلومات عن تفكيك كامل لمجموعته.
مصير المقاتلين الفرنسيين في إدلب:
تأتي حملة التي أطلقتها قوات الحكومة السورية الانتقالية ضد “فرقة الغرباء” ضمن سياسة منهجية تتبعها هيئة تحرير الشام والحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، تهدف إلى إنهاء وجود المقاتلين الأجانب في إدلب.
وبحسب تقارير متقاطعة، فإن الشرع تعهّد للحكومة الفرنسية بتسليم المطلوبين من الجهاديين الفرنسيين، وعلى رأسهم “عمر أومسين”، في إطار إعادة ترتيب المشهد الأمني شمال سوريا، بما ينسجم مع متطلبات المرحلة الانتقالية.
إقرأ أيضاً: إدلب: اشتباكات وبيانات غاضبة بعد تحرك حكومي ضد كتيبة الغرباء الفرنسية
إقرأ أيضاً: اعتقال أبو دجانة وأبو إسلام يكشف تصاعد التضييق على المقاتلين الأجانب في إدلب