داما بوست- خاص| 6 عقداء من نخبة جيش الاحتلال تهاوت في غزة، وسقطت على أرضها بمثلث المقاومة الأحمر المقلوب، ويبدو أن جباليا من اسمها جبل من صخر صلب وصخرة كبيرة تتحطم عليها أحلام العدو في احتلال شمال قطاع غزة.
أهوال جباليا لا تتوقف وهي تفتك بالاحتلال وجنوده، ومنذ بدء العدوان الصهيوأمريكي على القطاع ثبَّت أهل شمال القطاع موقفاً لا لبس فيه أن النزوح من الشمال إلى الجنوب مرفوض، وعودة الاستيطان إلى القطاع مرفوضة، والانهزام أمام المحتل والاستجابة إلى أوامره لن تحدث رغم آلة البطش غير الاعتيادية وغير المسبوقة منذ نحو قرن، إذ لم يشهد العالم تخريباً وتدميراً مثل الذي يحدث في غزة.
ومنذ أكثر من أسبوعين تفرض قوات الاحتلال الاسرائيلي حصاراً مطبقاً على شمال قطاع غزة وتمنع دخول المواد الاغاثية، ترافقاً مع قصف جوي ومدفعي عنيف وعمليات تجريف ونسف واسعة للمباني واستهداف كل شيء يتحرك في أحياء وشوارع هذه المنطقة.
وبعيداً عن رواية جيش الاحتلال بشأن أهداف هذه العملية التي يقول بأنها تأتي لـ “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة” إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد أن جيش الاحتلال قد بدء بالفعل بتطبيق خطة “الجنرالات” التي تم طرحها في وسائل الإعلام الإسرائيلية في بداية أيلول الماضي وهي خطة مرحلية لاحتلال القطاع تقوم في مرحلتها الأولى على تهجير ما تبقى من سكان شمال قطاع غزة وتحويله إلى منطقة عسكرية تمهيداً لتطبيقها في عموم القطاع.
وبالنظر إلى ما يقوم به جيش الاحتلال حاليا في شمال قطاع غزة، يتضح أن جيش الاحتلال يضغط وبقوة لتهجير من تبقى من سكان هذه المنطقة وإجبارهم على النزوح تمهيداً لإعلان المنطقة الواقعة شمال محور “نتساريم” منطقة عسكرية مغلقة بعد تفريغها من السكان.
وما يؤكد أن الجيش الإسرائيلي قد بدء فعلاً في تطبيق خطة “الجنرالات” هو المؤتمر الذي تنظمه جماعات استيطانية إسرائيلية اليوم في منطقة محاذية للقطاع بمشاركة أعضاء من حزب الليكود ووزيري المالية والأمن القومي في كيان الاحتلال سموتريتش وبن غفير بهدف الترويج لإعادة الاستيطان في غزة والذي يعتبر وفق محليين مكملا لخطة “الجنرالات”.
وفق مراقبين يبدو ما يخطط له جيش الاحتلال في شمال القطاع غير قابل للتحقيق خصوصا مع رفض كثير من سكان شمال القطاع وخصوصا في مخيم جباليا أوامر الإخلاء المتكرر من جيش الاحتلال وهو ما يجعل مسالة افراغ هذه المنطقة شبه مستحيلة.
وإضافة الى ذلك فإن القضاء على مجاهدي المقاومة الفلسطينية في هذه المنطقة مهمة تبدو أيضاً مستحيلة وهو ما تؤكده الوقائع على الأرض والتي تُظهر قدرة المقاومة على التحكم بالميدان وأكثر ما يثبت ذلك تمكن المقاومة من قتل قائد اللواء 401 إحسان دقسه، بكمين نوعي استهدف دبابته في جباليا الأحد الماضي.
حركة المقاومة الإسلامية حماس وصفت خطة “الجنرالات” التي تحاول حكومة الاحتلال وجيشها تنفيذها في شمال القطاع، بأنها عملية “إبادة مكتملة الأركان”، وعملية تهجير قسري إجرامية تحت وطأة التطهير العرقي والمذابح والتجويع.. لافتة إلى أن صمت المجتمع الدولي عنها، في ظل مُضِيّ الاحتلال في تنفيذها يضع علامات استفهام كبيرة أمام سلوك يصل حد التواطؤ مع جريمة العصر بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ”.
الحركة دعت في بيان لها اليوم المجتمع الدولي إلى الخروج من دائرة الصمت والتخاذل، وأن يعلن موقفاً واضحاً من هذه الجريمة النكراء، ويتخذ الإجراءات الكفيلة بوقفها، ومحاسبة مرتكبيها على جرائمهم ضد الإنسانية، وأن يفعل أدوات الحماية التي كفلها القانون الدولي للشعب الفلسطيني الذي يواجه وحشية وفاشية هذا الاحتلال المجرم.
غزة تقاوم اليوم كما في الأمس المد الصهيوني وهي المثال الكامل للشعوب الحرة والمقاومة النقية، وقادة غزة يقاتلون حتى الرصاصة الأخيرة وقطرة الدم الأخيرة أيضاً، وقادة المقاومة بالطبع، هم أيقونات مثل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار وينبغي تدريسها في المناهج لمن أراد أن يضرب أمثلة الحرية والكرامة والوعي والصلابة لأبناء أمته.
المقاومة في غزة والمنطقة تقدم الدروس وستبقى ملهمة للأجيال في إفشال مخططات أي احتلال في العالم يحاول إخضاع الأحرار في أي مكان لسلطته، أو يحاول إخضاع مقاومة محدودة التسليح أمام آلة مدعومة عالمياً بأشرس الأسلحة، وأكثر التقنيات تقدماً، ورغم ذلك يفشلون أمام انضباط المقاومين، والتفاف الحاضنة الشعبية حولهم.
اقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن خطة الجنرالات في قطاع غزة؟