أكد رئيس الجمعية الفلكية السورية محمد العصيري أن “العواصف المغناطيسية” تنشأ بسبب تأثير الرياح القادمة من الشمس “الرياح الشمسية” على المجال المغناطيسي للأرض، وهي ليست بالحدث الاستثنائي أو الجديد فهي موجودة منذ القدم.
وأوضح أنه “يحيط بكوكب الأرض غلاف غير مرئي يعرف بـ”الغلاف المغناطيسي”، يحمي كوكبنا من الإشعاع الشمسي”.
وعادة ما تكون قوة ضغط الرياح الشمسية وضغط الغلاف المغناطيسي للأرض متساويين، لكن هذا التوازن قد يختل عندما تزداد سرعة الرياح الشمسية، حيث تعتمد كثافة وسرعة هذه الرياح على نشاط البقع الشمسية، الأمر الذي يؤدي إلى تقلص حجم الغلاف المغناطيسي، وبالتالي يتغير حجم وكمية الأشعة التي تخترقه، وهذا التفاعل بين الرياح الشمسية والغلاف المغناطيسي للأرض هو ما يعرف بـ”العاصفة المغناطيسية”.
وعلمياً، يمكن أن تتسبب التوهجات الشمسية بعواصف مغناطيسية على الأرض والتي بدورها تسبب اضطرابات في أنظمة الطاقة وتؤثر أيضاً على مسارات هجرة الطيور والحيوانات.
ويتم تقييم قوة العواصف المغناطيسية على مقياس من خمس نقاط وتعتبر العاصفة من مستوى/جي1/ هي الأضعف، وتوجد مستويات هي: العواصف المغناطيسية المعتدلة G2، العواصف المغناطيسية القوية G3، العواصف المغناطيسية الثقيلةG4، عواصف مغناطيسية قوية للغاية G5.
وفي هذا الصدد أعلن ميخائيل ليوس كبير المتخصصين في مركز “فوبوس” الروسي للأرصاد الجوية أن الشمس لا تزال الآن في مرحلة النشاط المتزايد، والعواصف المغناطيسية.
وأشار الخبير إلى أن “الشمس لا تزال في مرحلة زيادة نشاطها، وسيستمر ذلك حتى نهاية العام الجاري، وسيكون هناك المزيد من العواصف المغناطيسية”.
وقال في مؤتمر صحفي في موسكو حول موضوع العواصف المغناطيسية: “إن الشمس لا تزال في الوقت الحالي تواجه مرحلة النمو، أي مرحلة تكثيف دورة نشاطها، وسيستمر ذلك حتى نهاية العام الجاري تقريباً، وربما أيضاً في النصف الأول من العام المقبل. وستشهد الأرض في هذه الفترة المزيد من العواصف المغناطيسية القوية، لأن العمليات الأكثر نشاطاً ستحدث على الشمس”.
وأوضح الخبير أنه سيتم بعد ذلك تخفيض الدورة الشمسية تدريجياً إلى الحد الأدنى، وسيكون هناك عدد أقل بشكل ملحوظ من العواصف المغناطيسية، وحسب ليوس، فإن الدورة الشمسية الحالية لن تقترب من شدة العواصف المغناطيسية التي شهدتها الأرض في تسعينيات القرن الماضي.
وأشار الخبير إلى أنه لا يتوقع خلال الأيام السبعة المقبلة حدوث اضطرابات كبيرة في الغلاف المغناطيسي للأرض أو عواصف مغناطيسية.
يذكر أن الدورات الشمسية تستغرق 11 عاما تقريباً، وتتضمن مرحلتي النشاط الأقصى والنشاط الأدنى.
وتتميز الدورة الشمسية بزيادة عدد البقع على سطح الشمس قبل بلوغ قمتها بـ5 أعوام، وينخفض هذا العدد بعد حلول قمة الدورة الشمسية تدريجيا خلال 7 أعوام.
وفي قمة نشاط الشمس تشهد الأرض عواصف مغناطيسية وكوارث طبيعية، ويقول بعض العلماء إن قمة النشاط الشمسي لها علاقة بارتفاع النشاط الاجتماعي، وبينهم عالم البيولوجيا الفضائية والفيلسوف الروسي ألكسندر تشيجفسكي ( 1897 – 1964).