أكثر ما يقلق الكيان الصهيوني ويعمق جرحه الاقتصادي والعسكري هو ذلك الحصار اليمني الذي يرزح بثقله على موانئ الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة، وعمليات الاستهداف المتواصلة للسفن التي تدعم الكيان الصهيوني، فخلال أقل من 24 ساعة أعلنت هيئة التجارة البحرية البريطانية “UKMTO” عن تعرض سفينتين لهجومين منفصلين قبالة سواحل اليمن.
هيئة التجارة البحرية البريطانية اعترفت أن زوارق مسلحة اشتبكت مع السفينة الأولى على بعد 77 ميلاً بحرياً غرب الحديدة، بعدها تعرضت السفينة لهجمات بثلاث قذائف قبل أن تصاب بقذيفة ثالثة، وتعرضت السفينة الثانية لهجوم على بعد 57 ميلاً بحرياً جنوبي مدينة عدن باليمن.
إعلان هيئة التجارة البحرية البريطانية جاء عقب تأكيد عدد من وسائل الإعلام الغربية أن السفينة الأولى على وشك الغرق بعد انجرافها وفقدان طاقمها للتحكم بها.
هذه الهجمات تأتي ضمن عمليات القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف السفن المرتبطة بـ “إسرائيل”، وتسببت هجمات اليمن البحرية بضرر كبير على الاقتصاد في كيان الاحتلال الإسرائيلي وتعطيل الحركة في موانئه وخصوصاً ميناء أسدود.
ميناء أسدود فقد 63% من أرباحه خلال الربع الثاني من العام الجاري، بسبب تداعيات الحرب على غزة وعلى رأسها الحصار البحري من اليمن، وتغيير طرق الشحن بعيداً عن البحر الأحمر، وتأثر قطاع السيارات في “إسرائيل” بشكل كبير نتيجة توقف مرور السفن عبر البحر الأحمر- قناة السويس.
والذي أرعب الكيان اقتصادياً هو أن بعض السفن لم تصل إلى “إسرائيل” على الإطلاق، وبعضها تحول إلى التحميل والتفريغ في موانئ الخليج والجنوب.
التهديد من اليمن نجح في إلحاق أضرار قاتلة بالميناء خلال شهر واحد، وفيما تستمر الهجمات اليمنية على السفن المرتبطة بـ “إسرائيل” تؤكد الكثير من التقارير أن استمرار هذه الهجمات وتصاعد وتيرتها تؤكد فشل الاستراتيجية الأمريكية في اليمن .
لا شك أن معركة البحر الأحمر هي العملية العسكرية الأكثر توسعاً واستدامة وتستنزف الذخائر التي يفضل “البنتاغون” تخزينها لمواجهة محتملة مع الصين.
ولذلك فإن أعضاء الكونغرس الأمريكي محبطون بسبب استمرار مهمة البحر الأحمر التي تتطلب استنزاف الأصول الأمريكية المتطورة.
رئيس اللجنة الفرعية المعنية باستعداد القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي قالها بوضوح: “نحن نحرق عشرات المليارات من الدولارات وأسطولنا منهك”.
كما أن المسؤول السابق في البنتاغون قال:”إن تكلفة المعركة البحرية باهظة وتتضمن تكلفة استراتيجية حقيقية لجاهزية الولايات المتحدة”، فيما أكد قائد الأسطول الخامس الأمريكي جورج ويكوف أن القوات المسلحة اليمنية مسلحة تسليحاً جيداً.
عمليات اليمن العسكرية مستمرة طالما استمر العدوان على غزة، وهذا وعد وتأكيد من القيادة العليا في اليمن لإسناد جبهة المقاومة في غزة حتى وقف الحرب الظالمة التي تشنها “إسرائيل” عليها، ووقف الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل، وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ.