رجل أعمال أميركي: الشرع مد غصن الزيتون لـ “إسرائيل”!

كشف رجل الأعمال الأميركي جوناثان باس عن تفاصيل لقاءاته بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، والتي جرت خلال شهري أبريل ومايو الماضيين، متحدثًا عن رسالة بعث بها الشرع إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي عبره، تتضمن بنودًا تدعو إلى التهدئة والتفاوض، في خطوة وُصفت بأنها مؤشر على استعداد القيادة السورية الجديدة لفتح قنوات دبلوماسية غير تقليدية.

 

محادثات ورسائل غير رسمية

وفي مقابلة مع “اندبندنت عربية”، أوضح باس أنه التقى الرئيس الشرع مرتين، ناقش خلالهما فرص التعاون الاقتصادي، إضافة إلى مقترحات سياسية. وقال إن الشرع أعرب عن رغبته في الانفتاح على الغرب، وأبدى اهتمامًا ببناء علاقات مع واشنطن، بما في ذلك مشاريع استثمارية كبرى، مثل إقامة “برج ترمب” في دمشق – وهي فكرة وصفها باس بأنها رمزية أكثر منها عملية.

كما أشار إلى أنه نقل رسالة غير رسمية من الشرع إلى الجانب الإسرائيلي، تضمّنت “قائمة من عشر نقاط” تدعو، بحسب وصفه، إلى العودة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، ووقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا، إضافة إلى طرح إنشاء منطقة منزوعة السلاح داخل قطاع غزة.

 

ردود متباينة ومواقف معقدة

وقال باس إن محاولته التوسط أثارت تحفّظًا لدى بعض المسؤولين في “إسرائيل” والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه تلقى تهديدات غير مباشرة من أطراف داخل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، نتيجة لما وصفه بـ”أدوار غير رسمية” في ملف حساس كهذا.

وعن الرد الإسرائيلي على الرسالة، قال باس إنه قوبل بـ”فتور وعدم رغبة في الاستماع”، مضيفًا: “أبلغت الجانب الإسرائيلي أن الشرع قدم مبادرة منطقية، لكنهم ردوا بالقول: نحن قادرون على الوصول إليه أينما كان”.

 

الموقف الفرنسي والغربي

كما عبّر باس عن امتعاضه من الموقف الفرنسي تجاه الحكومة السورية الجديدة، معتبرًا أن باريس تسعى للعب دور مهيمن في دمشق، لكنه شكك في “شرعية هذا الدور”، على حد تعبيره، قائلًا إن “الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يريد أن تكون بلاده البديل عن روسيا والصين، لكن دون أدوات حقيقية لتحقيق ذلك”.

 

التطورات العسكرية وظلال المفاوضات

وجاءت تصريحات باس في أعقاب غارة إسرائيلية استهدفت مقر وزارة الدفاع السورية ومحيط القصر الرئاسي في دمشق في 16 يوليو الجاري، وهي الغارة الثانية من نوعها منذ مايو، وتزامنت مع تصاعد التوترات العسكرية في محافظة السويداء جنوبي البلاد.

وفي هذا السياق، نفى باس وجود نية إسرائيلية لاستهداف الرئيس السوري، معتبرًا أن “الإسرائيليين باتوا يدركون أن الشرع يحظى بدعم من أطراف غربية، بما فيها إدارة ترمب”، مشيرًا إلى أن الشرع “اختار التوجه نحو الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج بدلًا من الاستمرار في محور إيران – روسيا – الصين”.

 

الشرع مد غصون الزيتون لـ “إسرائيل”

وحول المفاوضات التي كشفت عنها وكالة الأنباء الفرنسية، والتي جرت مؤخرًا في العاصمة الأذربيجانية باكو بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين، أبدى باس تفاؤله قائلاً: “آمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى اتفاق. الرئيس السوري مد غصن الزيتون للإسرائيليين من خلالي، ونأمل أن يتم التعامل مع هذه المبادرة بجدية من الطرف الآخر”.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الهدف الأساسي هو التوصل إلى تسوية تُسهم في وقف العنف وتحقيق الاستقرار الإقليمي، لافتًا إلى أن “المكسب هنا ليس سياسيًا لطرف بعينه، بل هو مكسب للمنطقة بأسرها”.

 

إقرأ أيضاً: إسرائيل تستثمر فوضى السويداء لتعزيز نفوذها جنوب سوريا

إقرأ أيضاً: سوريون من الجولان المحتل يطالبون باستفتاء شعبي وضمان الحقوق قبل أي مفاوضات مع إسرائيل

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.