الشارع السوري المؤيد للشرع: الاتفاق مع الهجري “استسلام مذل” وإقرار بفشل الدولة

داما بوست -خاص

وسط تصاعد الأحداث في السويداء وتداعيات الاتفاق الأخير الذي أدى إلى انسحاب العشائر البدوية من بعض المناطق وتهجير آلاف العائلات، تتزايد أصوات الرفض داخل الشارع السوري المؤيد لرئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، الذي يعتبر الاتفاق رضوخًا غير مشروط لشروط الشيخ حكمت الهجري أحد أبرز مشايخ الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في السويداء.

إقرأ أيضاً: السويداء تحت الرماد: شعارات طائفية وجثث في الشوارع وسط تحذيرات من كارثة صحية

عدة مؤشرات خطيرة تدفع المؤيدين للشرع إلى رفض الاتفاق باعتباره “مهينًا” للدولة، وتهديدًا لوحدة سوريا الوطنية والجغرافية:

خديعة أمريكية واضحة

ما اعتُبر إشادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”حنكة” الشرع ليس إلا كلامًا فارغًا بلا أثر سياسي حقيقي، في ظل تخلٍ أمريكي واضح عن أي دعم حقيقي لمؤسسات الدولة السورية.

خذلان عربي مقصود

الشارع المؤيد يقرأ دخول بعض القوى العربية على خط الأزمة في السويداء كخطوة تهدف إلى تفكيك البلاد، ومنع أي نموذج ثوري ناجح، مع الإصرار على إبقاء سوريا مثالًا للفوضى والتدمير، يُستخدم لتخويف شعوب المنطقة من التغيير.

تفوق درزي واضح بتدخل إسرائيلي

التدخل الإسرائيلي في الجنوب، عبر غارات ومسيرات، جاء في سياق تعزيز موقف الشيخ الهجري، الذي يُنظر إليه الآن كزعيم فعلي يتفوق على مشايخ الطائفة الآخرين الأقرب إلى الدولة، ما يُنذر بتغيّير كبير في موازين القوى الداخلية.

فتنة كامنة بين الدروز والبدو

يرى كثير من المؤيدين أن الشرع لم يدرك خطورة التراكمات النفسية والاجتماعية بين الطرفين، وأن أي تهدئة مؤقتة ليست سوى قنبلة موقوتة ستنفجر أولًا في وجه الدولة، وتحديدًا في وجه الشرع نفسه.

ردود الفعل الغاضبة لم تقتصر على التحليلات، بل ظهرت علنًا على الأرض. الإعلام الرسمي يحاول تصوير الاتفاق على أنه خطوة نحو السلم الأهلي، لكن الواقع على الأرض يشي بغير ذلك:

عائلات بدوية هجّرت قسرًا تحت غطاء “تحرير محتجزين”، دون أي ضمانات حقيقية للعودة.

وزراء ومسؤولون حكوميون جلسوا في العراء على أطراف السويداء التي منعوا من دخولها بأوامر من الشيخ الهجري في مشهد وصفه كثيرون بـ”المهين”، ما اعتُبر دلالة واضحة على عجز السلطة عن فرض سيادتها داخل المحافظة.

الجيش ينتشر حول محافظة انسحبت من سلطة الدولة بدل أن ينتشر داخلها، ما يرسخ واقع الانفصال لا نفيه.

ويرى ناشطون أن ما حدث يمثل تكرارًا لسيناريو الجولان السوري المحتل، حين وُعد المهجّرون بالعودة قبل قرابة السنتين عاماً، ولم يعودوا حتى اليوم. ما يجري في السويداء قد يكون بداية لتغيير ديموغرافي ممنهج، وخلق ما يُشبه “دويلة السويداء”، تُدار فعليًا خارج سيطرة الدولة، بتنسيق أمريكي-إسرائيلي غير معلن.

الشارع المؤيد لأحمد الشرع لا يرى في الاتفاق الأخير انتصارًا، بل هزيمة مذلّة تُغلف بكلمات منمقة عبر الإعلام الرسمي، الذي يُعيد إنتاج روايات “بطولية” لا علاقة لها بما يجري على الأرض. يرى هؤلاء أن الاستسلام ليس حلاً، بل بداية مرحلة أخطر، قد تطيح بأي أمل في بقاء الجنوب السوري تحت سيادة مركزية موحدة.

 

إقرأ أيضاً: إسرائيل تستثمر فوضى السويداء لتعزيز نفوذها جنوب سوريا

إقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.