أزمة إنسانية غير مسبوقة في السويداء: نزوح جماعي وتعطّل شبه كامل للخدمات

نشرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، اليوم الثلاثاء 22 تموز، تقريرًا موسعًا يوثق تفاقم الوضع الإنساني والخدمي في محافظة السويداء، منذ اندلاع التوترات الأمنية والعسكرية في 13 تموز الجاري.

ووفق التقرير، أدت أعمال العنف والاشتباكات إلى نزوح قسري لأكثر من 93 ألف مدني نحو مناطق أكثر استقرارًا في ريف درعا الشرقي ومحيط الحدود السورية–الأردنية، وسط انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية كالكهرباء، والمياه، والصحة، والغذاء.

انهيار المرافق الحيوية وشلل الحياة المدنية

تشهد المحافظة انقطاعًا متواصلاً في الكهرباء والمياه والاتصالات منذ أكثر من ستة أيام، بالإضافة إلى شحّ حاد في المواد الغذائية وتوقف شبه تام للأفران والمحال التجارية، ما دفع السكان للاعتماد على مؤونات منزلية محدودة. كما تم تسجيل حوادث نهب وتخريب طالت متاجر رئيسة، وفق ما وثقته “الشبكة”.

في السياق ذاته، أكدت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن عدد العائلات التي تم إجلاؤها من السويداء إلى درعا بلغ 2068 عائلة خلال يومين فقط، مشيرة إلى أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى، نظرًا لاستضافة عدد من الأهالي لدى أقاربهم.

خروج المستشفى الوطني عن الخدمة

أفادت “الشبكة” بأن المستشفى الوطني في مدينة السويداء خرج عن الخدمة تمامًا بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية، مما أدى إلى توقف جلسات غسيل الكلى وتعطّل الخدمات الإسعافية.

وقال مدير صحة السويداء، د. أسامة قندلفت، إن المستشفى تعرض لخمس قذائف، أصابت قسم الإسعاف وتسببت بإغراقه جراء تضرر خزانات المياه، مع تسجيل نقص حاد في الكوادر والمستلزمات الطبية.

كما رُصد وجود جثث متحللة داخل المستشفى، وعجز عن التعامل معها، في ظل توقف وحدات التبريد وغياب وسائل النقل، ما يشكّل تهديدًا على الصحة العامة.

تعثّر المساعدات الإنسانية واستهداف للكوادر الإغاثية

تواجه القوافل الإغاثية التابعة لوزارات الصحة والطوارئ والهلال الأحمر صعوبات بالغة في الوصول إلى المدينة، بسبب الوضع الأمني الخطير، واستمرار الاشتباكات، إضافة إلى غارات إسرائيلية طالت محيط السويداء.

وأشارت “الشبكة” إلى أن قرار الشيخ حكمت الهجري بعدم السماح بدخول الوفود الحكومية المرافقة للقوافل ساهم في تأخير وصول جزء كبير من المساعدات الجاهزة، بما في ذلك الأدوية والإسعافات.

مناشدات بفتح ممرات إنسانية

طالبت أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس بفتح معابر إنسانية عاجلة للسويداء، محذّرة من كارثة إنسانية، في ظل حرمان أكثر من 300 ألف عائلة من الكهرباء والماء والغذاء والدواء.

إقرأ أيضاً: إسرائيل تستثمر فوضى السويداء لتعزيز نفوذها جنوب سوريا

إقرأ أيضاً: هل يمهّد اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء لبداية حكم ذاتي؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.