الحرب الشاملة والقباب الحديدية العمياء.. الكيان سيفشل في مواجهة غضب مسيرات حزب الله

يواصل كيان الاحتلال حصاده الغث في ميادين القتال في غزة والشمال، وتبدو سنوات المقاومة السمان القوية وهي تأكل القدرات العسكرية الصهيونية وتحولها إلى عجاف، وظهر جلياً أداء حزب الله اللبناني المقاوم الناجح في الاستفادة من المسيّرات الانقضاضية وغيرها لتوجيه ضربات نحو مستوطنات ومواقع الاحتلال، ما يشكل أوقاتاً صعبة لـ “إسرائيل”، خصوصاً وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يملك وسيلة وقاية منها.

حزب الله اللبناني المقاوم أطلق نحو 1000 طائرة بدون طيار على “إسرائيل” منذ بداية الحرب على غزة، وأقرّت “إسرائيل” بأن حزب الله أظهر القدرة على التعلم والاستفادة من النقاط العمياء في الدفاعات الإسرائيلية “القباب الحديدية”، من خلال رسم خرائط الشمال بطائراته بدون طيار للمراقبة، وفقأ أعين القباب التي تحولت مادة ساخرة في الإعلام.

حزب الله قادر على توجيه ضربات إلى “إسرائيل” بطائرات مسيّرة في تبادل إطلاق النار اليومي، المستمر منذ نحو 10 أشهر، وهذا الوضع يرهق الكيان ويزيد من الضغط عليه في الميدان ويؤسس لنقطة فشل أخرى تضاف إلى فشل الكيان العسكري.

المقاومة في لبنان تطور ذاتها باستمرار وتضع المعادلات في الشمال، و”إسرائيل” تواجه مشكلة مع الطائرات بدون طيار، لأنها قد تكون صغيرة ويصعب اكتشافها، ولا تتحرك في مسارات، يمكن التنبؤ بها أو تنبعث منها الحرارة الشديدة لمحركات الصواريخ التي تجعل من السهل تعقبها وتدميرها، كما أنها رخيصة الثمن ومتوفرة بكثرة، ويتم نشرها بأعداد متزايدة ومتطورة تغير على الأهداف وتحقق غاياتها ومآربها في زعزة استقرار العدو.

الأداء الناجح لحزب الله في الاستفادة من المسيّرات، واضح في الميدان إذ يرسل عدة طائرات في وقت واحد، واحدة على الأقل للاستطلاع وأخرى مفخخة بالمتفجرات، وهي متمتعة بقدرتها على تحقيق الإصابات شمالي فلسطين المحتلة، حيث ضربت مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية مرات عديدة.

كما أنّ مسيّرات حزب الله ضربت معدات عسكرية إسرائيلية حساسة، بما في ذلك بالون مراقبة بالرادار يسمى “سكاي ديو”، في أيار الماضي، ونظام مضاد للطائرات بدون طيار بملايين الدولارات يُسمى “درون دوم” في حزيران الماضي أيضاً.

ولا أحد ينسى حزب الله حين أطلق طائرات استطلاع مسيّرة للمراقبة في الأشهر الأخيرة، وجمع صوراً جوية لمواقع إسرائيلية حساسة ونشرها في تذكير غير مباشر بضعف “إسرائيل” (سلسلة “الهدهد” التي نشرها الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان).

الحرب الشاملة لو حدثت ستكون  وبالاً على كيان الاحتلال، وسيكون غضب المسيّرات أكبر من أن تواجهه “إسرائيل”، والقباب الحديدية كما هو معروف واجهت صعوبة بالغة في التعامل مع تحدي المسيرات اللبنانية القادمة نحو أهدافها.

وباعتراف ضابط الأمن في مستوطنة “كريات شمونة”، عند الحدود مع لبنان، أرييل فريش، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يملك، في الوقت الحالي، أي وسيلة للوقاية باستثناء استخدام طائرات إف 16″، ولذلك تجتاح الكيان حالة قلق شديد غير معهودة من قبل، حيال ضعف “إسرائيل” أمام مسيرات حزب الله ، وبشأن صعوبة التعامل مع هذه المسيّرات حتى من قبل سلاح الجو الصهيوني.

وليس لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي أي حل لإطلاق حزب الله اليومي لعشرات الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار باتجاه الشمال، وللكيان أن يتخيل ماذا سيحدث في حرب شاملة حين تنهال آلاف الصواريح والمسيرات على قلب الكيان.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر