المونة خارج حسابات السكان في حمص.. انقطاع الكهرباء أبرز الأسباب والنساء تلجأن للتيبيس
عمار ابراهيم - داما بوست
تزامن بدء فصل الصيف لهذا العام مع سوء واقع التغذية الكهربائية في محافظة حمص منذ نحو شهر، وتراجع مدة وصل التيار إلى أقل من نصف ساعة كل 6 ساعات ما أثار انزعاج السكان جراء تلف بعض المواد الغذائية في البرادات وتعطل الأجهزة، وتضرر أصحاب المهن بحكم اعتماد كل ما سبق على التيار الكهربائي.
واعتاد سكان محافظة حمص كما باقي المحافظات خلال شهر تموز البدء بتجهيز مختلف أصناف المونة من الخضر والفواكه الصيفية لتناولها خلال فصل الشتاء، مثل الجبن والبامياء والملوخية ورب البندورة والمكدوس والمربيات والكشك.
وتشترك حمص مع معظم المحافظات السورية بمعاناة واحدة، وهي انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تشمل معظم فترات اليوم مع بعض التحسن النسبي كل حين وآخر، وهو ما حرم الكثير من العائلات على إعداد مؤونة الشتاء خلال فصل الصيف.
يعتبر “التشميس والتيبيس” إحدى أشهر طرق الحفاظ وإطالة عمر المونة والمواد الغذائية، وهي بطبيعة الحال حل تراثي قديم اتبعه الاجداد ولا يزال يعمل به حتى يومنا هذا.
وقالت فاطمة (ربة منزل، حي العباسية) خلال حديثها لشبكة “داما بوست” إن: “الوضع اختلف جذرياً عما سبق من حيث تحضير المونة، والأسباب متعددة أولها الدخل المادي الضعيف مقارنة بالتضخم وارتفاع الأسعار، فأصبح من الصعب تحضير المونة، مع استحالة الحفاظ عليها نظراً لغياب الكهرباء وعدم إمكانية تجميدها في الثلاجات ما يؤدي إلى تلفها”.
وأضافت سيدة أخرى من الحي ذاته أن: “أسعار الخضار والفواكه مرتفعة جداً، إذ وصل سعر كيلو الملوخية الخضراء إلى 10 آلاف وكيلو البامياء 8 آلاف ليرة، والبندورة 6 آلاف والباذنجان 5 آلاف ليرة، وبالتالي يتطلب تحضير صنف واحد من المونة إلى ما يقارب 200 ألف ليرة”.
من جهتها بينت روان (موظفة) أن: “تحضير كميات المونة تراجع إلى حدودها الدنيا، وباتت تقتصر على كميات قليلة من الخضروات المجففة من البامياء والباذنجان ورب البندورة والفليفلة، وذلك لضعف القوة الشرائية من جهة وغياب الكهرباء بشكل شبه كامل”.
هذا وعادت ربات البيوت السوريات إلى عصر ما قبل الكهرباء بما يخص تدبير المونة، ولجأن بالتالي إلى حلول بديلة في ظل غياب الكهرباء وبدائلها ومنها التشميس والتيبيس لمختلف أصناف الخضار من الملوخية والفول والبازلاء والبامية وغيرها.
وقالت أم حسين (ربة منزل، حي كرم الزيتون) إن: “صالون منزلي يمتلئ بمثل هذا التوقيت من كل عام بعدة أصناف من المونة مثل الفاصولياء ورق عنب وبازلاء وبعض أنواع الجبن والفليفلة كي تُطبخ في فصل الشتاء، بهدف توفير ما أمكن من المال مع ارتفاع أسعارها بشكل كبير بعد انتهاء موسمها”.
وأكدت ربة المنزل أن: “التيبيس يعد طريقة فعالة لحفظ المونة في ظل الواقع الكهربائي الذي لم يتحسن، وتحول البرادات إلى (نملية) بعد أن انقرضت هذه الطريقة منذ عشرات السنين لكننا وجدنا أنفسنا مجبرين على ذلك بسبب واقع الكهرباء السيء”.
وأشارت السيدة إلى أن: “تجفيف أصناف المونة كان حل السيدات في الزمن الماضي وما يزال يأتي بنتيجة مرضية حتى يومنا هذا، إذ يمكن الحفاظ عليها لأطول فترة ممكنة، سواء كانت إلى حامضة ومالحة، كالأجبان والمخللات، ومونة حلوة كالمربيات بمختلف أنواعها والتفاح والتين والعنب، والخضار المجففة مثل الباذنجان والملوخية”.
يذكر أن نسبة كبيرة من السوريين وجدوا صعوبة كبيرة في تجهيز مونة المكدوس لهذا العام، وهو أحد أهم أصناف المونة الشتوية عندهم، حيث وصلت تكلفة تجهيز المكدوسة الواحدة إلى ما يقارب 5 آلاف ليرة، بسبب ارتفاع أسعار الباذنجان والزيت والجوز والفليفلة، ليصبح حكراً على الميسورين بعد أن كان متوفراً بكثرة في معظم المنازل.
تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر