قسم غسيل الكلى في مستشفى الجولان بالقنيطرة.. خدمة “معلقة” على أكتاف الممرضين
رغم الحاجة الماسة والرعاية الدقيقة التي تتطلبها حالات الفشل الكلوي، لا يزال قسم غسيل الكلية في مستشفى الجولان الوطني بالقنيطرة يعمل بلا طبيب اختصاصي، منذ سنوات، معتمدًا فقط على كادر تمريضي يُدير واحدة من أدق الخدمات الطبية وأكثرها حساسية.
مدير المستشفى، الدكتور حسن محفوظ، لم يُخفِ حجم التحديات، حين صرّح بأن القسم يعمل بورديتين يومياً ويقدّم خدماته لنحو 30 مريضًا أسبوعيًا، بإجمالي 300 إلى 350 جلسة شهريًا، لكن كل ذلك يتم دون إشراف طبيب مختص، وهو أمر يُثير القلق حول سلامة المرضى واستمرارية الرعاية.
وأضاف أن القسم يضم عشرة أجهزة فقط، فيما يعتمد على سبعة ممرضين يتحملون مسؤولية كاملة عن تشغيل الأجهزة، متابعة الحالات، وضمان استقرار المرضى، في غياب كادر طبي متخصص.
ورغم الجهود الاستثنائية للكادر التمريضي، إلا أن غياب الطبيب يجعل من كل جلسة مخاطرة محتملة، خصوصًا في الحالات الإسعافية أو عند حدوث مضاعفات مفاجئة، حيث تُفتقد الخبرة الطبية القادرة على اتخاذ القرار السريع والمناسب.
إدارة المشفى أوضحت أنها قدمت كل ما بوسعها لتأمين الأدوية، المميعات، وحدات الدم، والتحاليل المجانية، لكن يبقى السؤال معلّقًا:
إلى متى يبقى قسم بهذا الحجم والأهمية بدون طبيب مختص؟
ومن يتحمّل مسؤولية أرواح المرضى الذين تُدار جلساتهم كأنهم في غرفة طوارئ مؤقتة؟
قسم غسيل الكلية في مستشفى الجولان اليوم لا يُعاني من نقصٍ عابر، بل من إهمال مزمن، وسط غياب الحلول، وضعف الاستجابة من وزارة الصحة، وغياب الدعم الحقيقي لهذا القطاع المنهك.