الذهب الأخضر في ريف حمص.. قطاف “القبار” بين المخاطر ومزاجية التجار

عمار ابراهيم – داما بوست| وجدت الكثير من العائلات الفقيرة في ريف حمص الشرقي بقطاف القبار مورداً مالياً طبيعياً هاماً يلعب دوراً كبيراً في تخفيف أعباء الحياة اليومية في ظل ارتفاع تكاليفها بشكل كبير.

وتنتشر أماكن وجود نبات القبار بعدة محافظات سورية، وتحديداً في أرياف حمص، ادلب، الرقة، وادي الفرات، البادية السورية، جنوب وشمال حلب، والسلمية في ريف حماة، ما يجعله مصدر رزق للعديد من أبناء تلك المناطق.

وتحدث حسن (مزارع، من سكان منطقة المخرم بريف حمص الشرقي) لشبكة “داما بوست” عن هذا النبات، قائلاً إن: “براعمه تبدأ بالظهور مطلع شهر أيار من كل عام، ثم ينتشر في الأراضي دون زراعة مسبقة ويتم جمعه بكل سهولة ومن ثم بيعه للتجار بأسعار متفاوتة”.

وأضاف المزارع بأن: “التجار أصابهم الشجع وباتوا يتعاملون ويشترون وفق مزاجهم دون أي مراعاة للجهد المبذول من قبلنا تحت أشعة الشمس، إذ أنه يباع بسعر مختلف بين ليلة وضحاها، ويتراوح ما بين 10-15 ألف ليرة، ومؤخراً فقد شهدت الاسواق انخفاضاً كبيراً في تحديد سعره ما دفعنا للتوقف عن جمعه”.

وبين المزارع أنه: “يتم نقل القبار بعد حصاده إلى المعامل لتعليبه أو تحويله ثم تصديره، عبر شاحنات مما يشكل مصدر دخل لسائقي الشاحنات خلال الموسم الذي يستمر لأربع أشهر دون توقف منذ بدء الربيع وحتى الصيف”.

أما عن مخاطر جمع القبار، أشار حسن إلى أن: “أكبرها اختباء الأفاعي في قاعدة النبات هرباً من أشعة الشمس الحارة، حيث يتعرض الكثيرون للدغات خطيرة في اليد، بالإضافة إلى خطر تواجد بقايا المجموعات المسلحة وخلاياها في الأرياف البعيدة، والتي تستهدف الباحثين عن القبار وفطر الكمأة أيضاً”.

من جهته، بين الدكتور أسامة يوسف، وهو مهندس زراعي خلال حديثه لشبكة “داما بوست” أن: “القبار يعرف علمياً باسم “Capparis spinosa”، وهو نبات معمر شوكي يعود أصله إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط وبعض أجزاء آسيا، ويتميز بقدرته العالية على التكيف مع البيئات القاحلة”.

أما حول الاستخدامات الطبية، أوضح “يوسف” أن: “القبار يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، واستخدم في علاج الروماتيزم، تخفيف الألم، وكعلاج موضعي للجلد، كما أنه مضاد للميكروبات والفطريات ويُعزز وظائف الكبد ويحميه”.

وتعد براعم القبار الجزء الأهم اقتصادياً، بحسب الدكتور “يوسف”، وتستخدم كنوع من المخللات ولاسيما في الدول الأوروبية، ويستخدم مخلل القبار في تحضير السلطات والصلصات وتستخدم أوراق وبراعم القبار كتوابل في الكثير من الأطعمة كما يعتبر عسل القبار من أجود أنواع العسل.

يذكر أن سوريا تعد من الدول القليلة للتي يتواجد فيها وبحسب منظمة “الفاو” فقد قدر الإنتاج عام 2006، بما يقارب 4 ألاف طن، في حين قدر الإنتاج العالمي حينها بنحو 10 ألاف طن.

تابعونا على فيسبوك تلغرام تويتر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...