داما بوست- عمار إبراهيم| أدى ارتفاع أسعار المواد في المحال التجارية إلى تنشيط حركة البيع على البسطات في حمص.
ودفع ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في الأسواق السورية معظم السوريين للبحث عن بدائل توفيرية بشتى الطرق والوسائل الممكنة.
وبات أمراً روتينياً الارتفاع المتزايد كل فترة وأخرى في تلك الأسعار، دون معيار واضح وأسباب مقنعة وغياب لعملية ضبط السوق وإيقاف التسعير الكيفيّ فيه، وهو ما دفع السوريين للبحث عن توفير ما يمكنهم من المال، بالبحث على الانترنت حيناً والتوجه للأسواق الشعبية حيناً آخر.
المحال التجارية أصبحت عبئاً على المواطنين
ولأن أسعار المحال التجارية أصبحت عبئاً على كاهل المواطنين، سواء كانوا موظفين أو عمال أو أصحاب مهن، فقد كانت البسطات إحدى تلك الحلول، رغم أن الفكرة السائدة حتى وقت قريب بأن أسعار السلع والمواد المباعة على البسطات تقل بشكل كبير عن تلك الموجودة على رفوف المحال التجارية قد تغيرت بشكل كبير.
وأدى تدهور الوضع الاقتصادي ومعه قيمة الليرة بشكل كارثي لإزالة الفوارق ما بين البسطات والمحال إلى حد كبير، وباتت الأسعار شبه موحدة بينها، وتشمل كل ما يخطر في البال من مواد غذائية كالحبوب والزيت والمعلبات ومواد التنظيف وغيرها الكثير.
وبطبيعة الحال، فإن لجوء أصحاب البسطات لافتراش الطريق وبيع ما تيسر من بضاعتهم لم يأت من رغبتهم بإزعاج المواطنين من المارة وسائقي السيارات، بل قاموا بذلك نتيجة ارتفاع أجور المحال التجارية إلى مستويات قياسية تفوق قدرتهم المالية على دفعها.
وتنتشر في مختلف شوارع مدينة حمص العشرات من البسطات المخصصة لبيع المواد الغذائية والمحروقات والالبسة وكل ما تحتاجه العائلة، وبشكل خاص منذ بدء شهر رمضان المبارك.
وتجولت شبكة “داما بوست” لرصد أسعار تلك المواد على البسطات الموجودة قرب السوق المسقوف وسط حمص، فتراوح سعر كيلو التمر ما بين 10_15 ألف، وكيلو الأرز 15_18 ألف، وعبوة المتة نصف كيلو 35 ألف، وكيس العرق سوس 3000 ليرة، وعبوة زيت 5 لتر 90-110ألف بحسب النوع، وكيلو البتيفور 20-30 ألف، وطبق البيض 45 ألف ليرة.
أما بالنسبة لأسعار الفواكه، فقد بلغ سعر كيلو الموز على البسطات 15 ألف ليرة والفريز 35 ألف، واللوز الأخضر 75 ألف ليرة.
بينما بلغ سعر دزدينة فناجين القهوة والشاي على تلك البسطات 75 ألف، والسكاكين ما بين 100-150 ألف ليرة، و دزدينة الصحون قياس وسط ما بين 150-200 ألف ليرة، بينما تراوح سعر الحذاء ما بين 50-100 ألف، والكنزة 35-50 ألف، والبجاما 150-200 ألف.
البسطات في حمص تنتعش
من جهته، قال سامر (صاحب بسطة قرب الساعة القديمة) لشبكة “داما بوست” إن: “حركة البيع انتعشت منذ بداية العام الجاري بشكل كبير لاسيما منذ حلول شهر رمضان المبارك، حيث نبدأ العمل منذ ساعات الصباح وحتى الظهر وأحقق نسبة ربح جيدة جداً”.
وأضاف بائع آخر أن: “أسعار المواد على البسطات يعد منخفضاً قياساً بتلك المعروضة في المحال التجارية، وهذا ما دفع معظم السكان للشراء وتموين المواد الغذائية بكميات كبيرة نسبياً نتيجة التوفير الذي يحققونه”.
وتشهد حركة الشراء بحسب تأكيد معظم الباعة انتعاشاً كبيراً على عكس أصحاب المحال الذين أشاروا إلى أن الربح يكاد يكون معدوماً نتيجة وجود تكاليف إضافية ندفعها من الايجارات والفواتير وعدم استقرار أسعار المواد”.
من جانبهم، أجمع الأهالي في مدينة حمص أن اسعار البسطات ارتفعت بشكل عام لكنها تبقى أوفر من الخضار والفواكه والمواد الغذائية والزيوت والمعلبات وبنسبة جيدة تصل 20%.
يذكر أنه وعلى الرغم من أن البسطات تعرض وتبيع مواد مما هبّ ودبّ، كالمنظفات والمعلبات والأجهزة الكهربائية ومختلف السلع وتوفر تلك المواد الضرورية عند انقطاعها من الأسواق، فقد بدأت بعض المحافظات بحملة إزالتها ما لاقى استنكاراً من قبل أصحابها والأهالي معاً.