خطأ في كلمة مندوب سوريا يقلب المعنى ويثير التساؤلات!

في حادثة نادرة أثارت موجة من الجدل والتساؤلات في الأروقة الدبلوماسية والإعلامية، وقع الممثل الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة، إبراهيم عبد الملك علبي، في خطأ لغوي جسيم أثناء إلقائه كلمة أمام مجلس الأمن الدولي أمس. ففي خضم انتقاده لدخول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى المنطقة العازلة واعتباره عملاً “استفزازياً”، نطق علبي بعبارة “الاحتلال السوري” بدلاً من “الاحتلال الإسرائيلي”. والمفارقة أن الدبلوماسي الشاب تابع قراءة نصه المكتوب دون أي تدارك أو تصحيح للخطأ، مما ضاعف من حالة الاستغراب.

مسيرة صعود صاروخية:

يُعد إبراهيم عبد الملك علبي، المولود في الرياض عام 1993، واحداً من أصغر وأبرز الشخصيات الدبلوماسية التي ظهرت على الساحة السورية بعد التغيرات السياسية الأخيرة، وتوضح سيرته الأكاديمية والمهنية حجم الخلفية القانونية والمعرفية التي يمتلكها.

النشأة والتعليم:

درس علبي حتى المرحلة الثانوية في المملكة العربية السعودية، لينتقل بعدها إلى بريطانيا حيث تخرج من جامعة مانشستر العريقة.

التخصص الدقيق:

حصل على شهادة الماجستير في الأمن والقانون الدولي عام 2015، مما يؤكد تركيزه على القضايا الجيوسياسية والعلاقات الدولية.

عمل مستشاراً قانونياً لمكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة، متخصصاً في جرائم النزوح القسري حتى عام 2017. وفي عام 2018، انضم إلى مؤسسة “غرنيكا 37” البريطانية بصفته محامياً معتمداً في المملكة المتحدة.

المنصب الحالي:

بعد سقوط النظام السوري، عُيّن مستشاراً خاصاً لوزير الخارجية مكلفاً بالشؤون القانونية الدولية، وتوّجت مسيرته بتعيينه سفيراً فوق العادة ومندوباً دائماً للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك بتاريخ 19 آب 2025 .

تُظهر هذه المسيرة أن علبي ليس دبلوماسياً تقليدياً، بل خبيراً قانونياً دولياً ذا خلفية أكاديمية رفيعة وخبرة عملية في ملفات حساسة داخل أروقة الأمم المتحدة، مما يجعل الخطأ الذي ارتكبه أكثر غرابة وإثارة للتساؤل.

تتركز التساؤلات حالياً حول طبيعة الخطأ الذي هز منصة مجلس الأمن:

الاحتمال الأول أن يكون الخطأ مطبعياً:

بما أن المندوب كان يقرأ من نص مكتوب، فإن الاحتمال الأكبر هو أن الخطأ (كتابة “السوري” بدل “الإسرائيلي”) كان موجوداً في المسودة التي قُدمت له، وهذا يثير أسئلة جدية حول آليات المراجعة والتدقيق في وزارة الخارجية السورية التي يفترض أنها تشرف على صياغة خطابات بهذا القدر من الأهمية والحساسية، حيث أن مثل هذا الخطأ يمكن أن يُستغل سياسياً.

الاحتمال الثاني هو الزَّلل الإدراكي:

كيف فات على دبلوماسي بهذه الخبرة أن يتنبه للخطأ فور نطقه؟ يُعزى هذا الأمر إلى الخطأ البشري (Human Error)، وهو ليس مستبعداً حتى في أعلى المستويات، أثناء الإلقاء في محفل دولي رفيع، يكون المندوب تحت ضغط هائل، قد يركز عقله على المعنى السياسي العام للجملة وسياق انتقاد إسرائيل، وعندما قرأت عينه كلمة “الاحتلال”، توقع لا إرادياً الكلمة التالية الصحيحة (“الإسرائيلي”)، مما سمح لكلمة “السوري” الخاطئة بالمرور دون أن يلاحظ التناقض الصريح في اللحظة ذاتها.

التداعيات الدبلوماسية:

على الرغم من أن الخطأ اللفظي قد يبدو بسيطاً، إلا أن تكرار كلمة “الاحتلال السوري” في مجلس الأمن، الذي هو المنبر الأرفع لصناع القرار، يُعد هفوة دبلوماسية حرجة، وقد سارع الإعلام الإسرائيلي وغيره إلى استغلال الموقف، لتسليط الضوء على الإرباك في الخطاب الدبلوماسي السوري.

وفي الختام، يبقى على وزارة الخارجية السورية إصدار توضيح رسمي لتدارك الموقف وتأكيد التزامها بالصياغة الصحيحة، مع مراجعة شاملة لعملية تدقيق النصوص لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء التي تقوض مصداقية الموقف الرسمي.

 

اقرأ أيضاً:مجلس الأمن يناقش الملف السوري وسط تغيرات دبلوماسية لافتة

اقرأ أيضاً:مجلس الأمن يرفع العقوبات عن “أحمد الشرع ووزير داخليته” والصين تمتنع عن التصويت

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

 

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.