“نتنياهو” يزور جنوب سوريا المحتل برسائل مباشرة لدمشق وواشنطن وأنقرة
قالت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية إن زيارة رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو“ إلى المناطق التي احتلتها “إسرائيل“ في جنوب سوريا نهاية العام الماضي لم تكن مجرد جولة ميدانية، بل رسالة سياسية وأمنية مباشرة إلى الحكومة السورية، وإلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ووفق الصحيفة، جرى إلغاء يوم كامل من جلسات محاكمة نتنياهو لتمكينه من إجراء الجولة، التي رافقه فيها وزير الجيش، “يسرائيل كاتس“، ورئيس الأركان “إيال زمير“، ورئيس الشاباك “ديفيد زيني“، ووزير الخارجية “جدعون ساعر“.
رسائل عسكرية وسياسية من “نتنياهو“ عبر الجولان المحتل:
ذكرت “يديعوت أحرنوت” أن ارتداء “نتنياهو“ الخوذة والسترة الواقية كان جزءاً من رسالة مفادها أن جيش الاحتلال باقٍ في المواقع التسعة التي احتلها جنوب سوريا، إضافة إلى قمة جبل الشيخ التي تُستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية عن محيط دمشق.
وتؤكد الصحيفة أن “إسرائيل“ تتمسك بهذه المناطق حتى تستجيب دمشق لمطالبها الأمنية التي تشمل:
1- منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق جنوباً حتى الحدود الأردنية، وشرقاً حتى عمق 30 كيلومتراً في حوران.
2- منع تمركز الأسلحة الثقيلة في الجنوب السوري.
3- منع أي وجود لقوات الحكومة السورية أو القوات المدعومة من إيران.
4- الحفاظ على وجود إسرائيلي دائم في قمة جبل الشيخ.
5- فتح ممر بري من الجولان المحتل إلى السويداء لإيصال مساعدات للدروز مقابل تعهد سوري بعدم المساس بهم، وحمايتهم عند الضرورة.
المفاوضات السورية–الإسرائيلية: تعثر بعد مطالب الشرع وانزعاج “نتنياهو”:
أوضحت الصحيفة أن المفاوضات التي جرت خلال الأشهر الماضية بين دمشق و”تل أبيب” كانت تهدف إلى انسحاب “إسرائيل” من المناطق التي احتلتها أواخر 2024، وفق اتفاق فصل القوات لعام 1974، وبدعم من إدارة ترامب التي تسعى لإظهار الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع كقائد “غير جهادي”.
لكن المفاوضات انهارت بعد أن طلب الشرع – بدعم أميركي غير معلن –:
1- انسحاباً كاملاً لـ “إسرائيل” من المناطق التي احتلّتها مؤخراً.
2- وقف الضربات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية.
3- رفض فتح الممر البري بين السويداء والجولان المحتل.
ووفق التقرير، اعتبر “نتنياهو” هذه المطالب تهديداً لخططه الانتخابية ومصالحه الأمنية.
قلق إسرائيلي من “مؤشرات ودّ” بين ترامب والشرع:
تُضيف الصحيفة أن الزيارة جاءت أيضاً كردّ مباشر على مظاهر الودّ التي أبداها ترامب تجاه الشرع خلال لقائهما في البيت الأبيض، بما في ذلك رشّ عطـره الشخصي على الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني، وهو ما أثار مخاوف “تل أبيب” من احتمال تحول المجاملات العلنية إلى دعم سياسي أميركي لمطالب دمشق في ملف الجنوب السوري.
إقرأ أيضاً: قلق إسرائيلي متجدد من المشهد السوري: استقرار هشّ واحتمالات انفجار وشيك
ردّ سوريا والتصعيد داخل مجلس الأمن:
وبحسب التقرير، التقطت دمشق الإشارة سريعاً، إذ أصدرت الخارجية السورية بياناً وصفت فيه زيارة “نتنياهو” بأنها:
1- “غير شرعية”
2- “انتهاك خطير لسيادة سوريا”
3- “محاولة لفرض واقع جديد في الجولان”
وعلى إثر ذلك، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة، شهدت مواجهة كلامية بين المندوب الإسرائيلي “داني دانون” والمندوب السوري إبراهيم علبي، الذي قال: “أثبتنا فتح صفحة جديدة… فهل تفعل إسرائيل الشيء نفسه؟”
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان الزيارة واعتبرها “مقلقة للغاية”، مطالباً “إسرائيل” بالالتزام باتفاق 1974، فيما دعت فرنسا إلى انسحاب كامل من الجولان السوري المحتل. أما الولايات المتحدة فاكتفت بالصمت.
إقرأ أيضاً: دلالات وأهداف جولة “نتنياهو” في الأراضي السورية الجولان المحتل