داما بوست-هاني حيدر| يعتبر الزعفران من أشهر وأقدم أنواع النباتات حول العالم ويطلق عليه الذهب الأحمر، والذي أضحى زراعة واعدة في مناطق متعددة من سوريا بعد نجاح التجارب التي أثمرت عن نتائج جيدة ضاهت أفضل أنواع الزعفران المنتج عالمياً.
المهندس جرجس وهبي رئيس مركز بحوث جوسية الخراب التابع للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، أوضح في تصريح لشبكة “داما بوست” أن الزعفران يحتوي على فوائد كثيرة لصحة الجسم حيث ينشّط أجهزة الجسم ويعالج السعال والتهاب القصبات ويعطي طاقة ويقوي الكبد والحواس الخمسة ويفيد في معالجة البشرة الجافة، كما يستخدم كعامل واقي من السرطان ويدخل في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض وذلك بسبب محتواه العالي من الكاروتينويدات.
وأكد وهبي أن ارتفاع سعر الزعفران واعتباره أغلى تابل في العالم يعود إلى قلة وجود الزعفران، وصعوبة عمليات الزراعة وحاجتها إلى اليد العاملة، وارتفاع ثمن البصلات الأولية التي تنتج الزعفران، بالإضافة إلى الفوائد الكبيرة له، والرائحة واللون والنكهة المميزة للأطباق المعدة مع الزعفران، مشيراً إلى أن سعر غرام الواحد منه يحدده نوع الزعفران، ومحتوى المياسم من المواد الفعالة، والتفاوت الكبير بين العرض والطلب.
ونوّه وهبي إلى أنه يمكن تسويق الزعفران داخلياً لدى محلات العطارة، كما يتم التحضير والعمل في قادم الأيام لأن يتم توضيب وتعبئة الزعفران بعبوات مناسبة وتصديره إلى الأسواق العالمية.
وأوضح وهبي أن زراعة الزعفران في الأماكن المناسبة تعطي النوع الجيد الذي يحتوي على المواد الكيميائية (الكيروسين- البيكروكروسين- السافرنال)، والحصول على غرام واحد من مياسم الزعفران الجاف يحتاج إلى حوالي 200 زهرة، مؤكداً على ضرورة أن تجمع مياسم الزعفران بعناية كبيرة وتجفف بالشكل الصحيح من أجل الحصول على الزعفران الجيد وإلا سيكون المحصول غير صالح للتسويق.
وفيما يخص زراعة الزعفران، بيّن المهندس جرجس أن الظروف البيئية في سوريا تعتبر مثالية لنمو هذا النبات الذي يتم على ارتفاع 600-1200م عن سطح البحر ويحتاج إلى تربة عميقة سهلة الصرف ومعدل أمطار بين 600-700مم في السنة، ويكون موعد زراعته من 15 آب إلى 15 أيلول ولكن في حال احتباس الأمطار يتم ريه مرتين ويبدأ بإعطاء الأزهار بشكل جيد في السنة الثانية ويتم قلع النبات في السنة الرابعة من زراعته وفرد الأبصال لزيادة المساحة المزروعة وهو نبات معمر يمكن بقاؤه حتى 8 سنوات.
وشدد وهبي على أن يتم زراعة الزعفران في الأراضي المناسبة حيث تتوفر الاحتياجات المناخية اللازمة من أجل الحصول على الزعفران بالنوعية الجيدة وذلك عن طريق زراعة مساحات قليلة بحث تكون زراعة أسرية.
يذكر أن زراعة الزعفران في سوريا بدأت بشكل أولي منذ 15 عاماً في مركز جوسية الخراب في حمص وكانت إنتاجيته عالية ولكن ظروف الحرب أوقفته ليعود الآن إلى الواجهة من جديد.
اقرأ أيضاً: وزارة الزراعة تناقش واقع العمل في القطاع الزراعي ومقترحات تطويره