فضل عبد الغني: سوريا أمام خطر انفجار داخلي جديد وسط تصاعد العنف والفوضى الأمنية

حذر فضل عبد الغني، مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، من أن سوريا تمر حالياً بمرحلة هي الأخطر منذ سقوط النظام في أواخر عام 2024، مشيراً إلى تصاعد مؤشرات العنف، الخطف، التعذيب، والانتهاكات في مختلف المناطق، وسط غياب واضح لسيادة القانون واستمرار سياسة الإفلات من العقاب.

ارتفاع خطير في حالات الخطف والقتل والتعذيب في سوريا:

كشف عبد الغني خلال مقابلة عبر برنامج “إلى أين” على منصة “هاشتاغ”، أن حالات الخطف في وضح النهار أصبحت مشهداً متكرراً، آخرها في اللاذقية حيث تم اختطاف طفل على يد مسلحين مجهولين في سيارة تحمل لوحة من خارج المحافظة، وهو ما يعكس غياب الردع وضعف الأجهزة الأمنية.

60 حالة وفاة تحت التعذيب خلال 10 أشهر:

أوضح عبد الغني أن الشبكة وثّقت 60 حالة وفاة تحت التعذيب في سجون الإدارة الجديدة خلال الأشهر العشرة الماضية فقط، ما يشير إلى استمرار الانتهاكات الممنهجة داخل المؤسسات الأمنية رغم التغيير السياسي المعلن.

“ثقافة الإفلات من العقاب ما تزال متجذرة، والسوريون يعيشون في ظل دولة لا تُحاسب أجهزتها الأمنية”، بحسب عبد الغني.

فوضى أمنية متزايدة في الساحل السوري والسويداء:

اختطاف النساء وانتشار السلاح دون رقابة:

قال عبد الغني إن السويداء واللاذقية شهدتا تصاعداً ملحوظاً في عمليات الخطف بحق النساء والفتيات، وسط تجاهل حكومي واضح، محذراً من تحوّل بعض هذه العمليات إلى أدوات للابتزاز السياسي والمالي.

وأشار إلى أن انتشار السلاح في الساحل والجنوب جعل المدنيين “رهائن صراع الأجهزة”، مضيفاً أن “الإعلام الرسمي يرسم صورة وردية لا تمت للواقع بصلة”.

الاعتقالات التعسفية تطال أبناء الطائفة العلوية:

أشار إلى استمرار الاعتقالات التعسفية في الساحل السوري، بما في ذلك مئات من أبناء الطائفة العلوية، دون توجيه تهم واضحة، معتبراً أن السلطة تستخدم شعار “السلم الأهلي” لابتزاز الأهالي وتبرير القمع.

لا اتفاق رسمي بين “قسد” والسلطة الانتقالية:

نفى عبد الغني وجود أي اتفاق موقّع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية الانتقالية، موضحاً أن ما حدث مؤخراً كان مجرد تفاهم مؤقت بضغط من الولايات المتحدة، فرنسا، والأردن لتفادي التصعيد في مناطق مثل الشيخ مقصود.

“الشيطنة الإعلامية لقسد تهدف لتسجيل نقاط سياسية، لكن الانتهاكات موجودة في جميع مناطق النفوذ، بما في ذلك مناطق سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا”، بحسب عبد الغني.

انتهاكات جماعات مثل “الحمزات” و”العمشات” بلا محاسبة:

شدّد عبد الغني على أن مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة، مثل فرقة الحمزات، العمشات، وأبو عمشة، شهدت انتهاكات جسيمة لم يُحاسب عليها أحد، ما يعكس غياب العدالة الانتقالية في سوريا.

النشاط الإسرائيلي جنوب سوريا يُثير الشكوك:

أعرب عبد الغني عن إدانته للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في الجنوب السوري، مؤكداً أنها تمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية، لكنه تساءل: “من الذي فتح الباب لتل أبيب منذ سنوات؟ وما تفسير غياب أي رد حقيقي من السلطة؟”

واعتبر أن التواطؤ أو العجز من جانب الحكومة ساهم في استمرار هذه الاختراقات الأمنية الإسرائيلية في القنيطرة، جبل الشيخ، وريف دمشق.

الانتخابات السورية الأخيرة بلا شرعية حقيقية:

وصف عبد الغني الانتخابات التشريعية الأخيرة في سوريا بأنها “تمثيلية سياسية” لا علاقة لها بالديمقراطية، معتبراً أن البلاد لا تزال تُدار من قبل أجهزة أمنية منفلتة وخارج الرقابة القانونية، مضيفاً: “ما يحدث هو تكريس لحكم الفرد تحت غطاء شكلي من الانتخابات والصناديق”، بحسب تعبيره.

الحل يبدأ بالحوار والعدالة وليس التجميل السياسي:

أكد عبد الغني أن الطريق نحو إنقاذ سوريا من الانهيار الشامل لا يمر عبر الإجراءات الشكلية أو الحملات الدعائية، بل من خلال:

1- حوار وطني حقيقي

2- عدالة انتقالية

3- محاسبة شاملة لجميع مرتكبي الانتهاكات

إقرأ أيضاً: إضراب المعلمين والطلاب في اللاذقية: صرخة ضد العنف الطائفي

إقرأ أيضاً: تصاعد العنف ضد النساء في سوريا وسط غياب العدالة وتعدد الجهات المسلحة

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.