سيهانوك ديبو: اللامركزية أمر واقع في سوريا والحوار هو الطريق الوحيد

أكد سيهانوك ديبو، ممثل الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا لدول الخليج، أن التطورات السياسية والميدانية الأخيرة في سوريا تُثبت أن اللامركزية باتت واقعاً لا يمكن التراجع عنه، مشدداً على أن مستقبل البلاد لن يُبنى على نظام مركزي واحد كما كان الحال سابقاً.

مستقبل سوريا يقوم على عقد اجتماعي جديد:

في مقابلة مع برنامج “إلى أين” عبر منصة “هاشتاغ”، أوضح ديبو أن النظام المركزي الحاكم من دمشق انتهى ولن يعود، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب عقداً اجتماعياً جديداً يضمن العدالة، المواطنة المتساوية، والشراكة السياسية بين كافة المكونات السورية.

اللامركزية: حل للأزمة السورية وليس تهديداً للوحدة:

وصف ديبو اللامركزية الديمقراطية بأنها الخلاص الحقيقي لسوريا من عقود طويلة من الاستبداد السياسي والهيمنة الأمنية، نافياً أن تشكل تهديداً لوحدة البلاد. وأضاف: “اللامركزية تتيح توزيعاً عادلاً للسلطة والثروات، وتمكّن أبناء المناطق كافة، من السويداء إلى الجزيرة والساحل، من إدارة شؤونهم بأنفسهم، بعيداً عن المركزية المفرطة”.

لا وصاية خارجية والمجتمع السوري هو من يقرر مستقبله:

أعرب ديبو عن استعداد الإدارة الذاتية للحوار السوري السوري الشامل دون أي وصاية خارجية، مؤكداً أن السوريين وحدهم قادرون على تحديد مستقبلهم، في حال توفرت الإرادة السياسية الحقيقية.

العلاقة بين “قسد” ودمشق: خلافات لا تعني القطيعة:

علّق ديبو على الأحداث الأخيرة في الشيخ مقصود والأشرفية، مؤكداً أنها لا تعني انتهاء الحوار بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية الانتقالية. وأوضح أن ما حدث كان نتيجة سوء تقدير وتصعيد إعلامي غير مبرر، مضيفاً: “الدم السوري خط أحمر، ولا نقبل بأي شكل من أشكال المواجهة الداخلية”.

دعم دولي لمنع التصعيد:

أشار ديبو إلى أن كلاً من الولايات المتحدة، فرنسا، والأردن لعبوا دورًا مهمًا في منع التصعيد العسكري، وأن الاتفاق المبدئي بين “قسد” ودمشق لا يزال قائماً، والرهان الوحيد هو على الحوار الوطني الشامل.

رد على اتهامات انتهاكات حقوق الإنسان:

نفى ديبو ما يُتداول عن انتهاكات أو تجنيد أطفال ضمن صفوف “قسد”، واصفًا هذه الأخبار بأنها بروباغندا إعلامية. وشدد على أن أي حالة فردية تخضع للتحقيق والمحاسبة وفق القانون الدولي.

تقييم الوضع العام في سوريا بعد سقوط النظام:

أوضح ديبو أن مستوى العنف والانتهاكات لا يزال مرتفعاً في مختلف مناطق سوريا، على الرغم من مرور أكثر من عشرة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد. لكنه شدد على أن فرص الانتقال السياسي لا تزال قائمة بشرط الاعتراف بالتعددية السياسية والشراكة الوطنية.

موقف الإدارة الذاتية من المفاوضات السورية – الإسرائيلية:

رفض ديبو أي حديث عن مفاوضات سورية إسرائيلية لا تستند إلى إجماع وطني شامل، واعتبر أن “إسرائيل” تسعى لتكريس التقسيم والهيمنة الإقليمية، وليس إلى تحقيق سلام عادل.

رؤية الإدارة الذاتية لمستقبل سوريا:

ختم سيهانوك ديبو حديثه بالتأكيد على أن الطريق إلى إنقاذ سوريا من الانهيار يبدأ بثلاثة مبادئ رئيسية:

1- لا مركزية عادلة

2- ديمقراطية تشاركية

3- حوار وطني سوري شامل

وأكد أن “من يعتقد بإمكانية عودة الأوضاع إلى ما قبل الثورة السورية يعيش في وهم، مشيراً إلى أن الشعب السوري تغيّر ولن يقبل بالاستبداد مجددًا”.

إقرأ أيضاً: ببادرة حسن نية: وفد من داخلية دمشق يلتقي قسد في الطبقة..هل بدأ الاندماج الحقيقي بين الطرفين؟

إقرأ أيضاً: “لجنة السلم الأهلي” تستنفر العسكريين القدامى استعداداً لمواجهة محتملة مع “قسد”

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.