بـ”بادرة حسن نية”: وفد من داخلية دمشق يلتقي “قسد” في الطبقة..هل بدأ الاندماج الحقيقي بين الطرفين؟
شهدت مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، يوم أمس الإثنين، لقاءً أمنياً رفيع المستوى بين وفد من وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية السورية ومسؤولين من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)
في خطوة تنفيذية جديدة ضمن مسار المفاوضات المستمر بين دمشق والإدارة الذاتية.
ترأس الوفد الحكومي، الذي ضم مسؤولين أمنيين بارزين، العقيد محمد عبد الغني، قائد مديرية الأمن الداخلي في محافظة حلب، مما يعكس الأولوية الأمنية لملف الشمال
الملف الأمني في حلب يطغى على الأجندة
ذكر المركز الإعلامي التابع لـ”قسد” أن الاجتماع ركز بشكل رئيسي على التوترات المتصاعدة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب.
وتمحورت المباحثات حول سبل “معالجتها بالطرق السلمية بما يضمن أمن واستقرار الأهالي ويحول دون أي تصعيد ميداني”
مع تأكيد ممثلي “قسد” على الحرص الدائم على الحلول السلمية وحماية المدنيين.
وفي تطور لافت يُعد مؤشراً إيجابياً، قامت “قسد” عقب الاجتماع بتسليم عدد من العسكريين الحكوميين الذين كانوا محتجزين لديها
في بادرة وصفتها المصادر بأنها “حسن نية” لتمهيد الطريق لمزيد من التفاهمات
تنفيذ الاتفاقيات وإعادة دمج القوات
يأتي اجتماع الرقة في سياق تنفيذ وتفعيل الاتفاقيات المبرمة سابقاً بين الجانبين، وعلى رأسها اتفاق العاشر من آذار بين رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع ومظلوم عبدي، واتفاق نيسان الخاص بأوضاع حلب.
وتكتسب هذه اللقاءات أهمية قصوى بعد سلسلة الاجتماعات التي شهدتها دمشق في السابع من الشهر الجاري، والتي جمعت القيادة السورية بوفد أمريكي رفيع المستوى، تلاها لقاءات بين الشرع ووزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات حسين السلامة مع مظلوم عبدي.
الجدير بالذكر أن تلك اللقاءات الأخيرة أسفرت عن اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار في جميع المحاور.
إضافة إلى إعلان مظلوم عبدي عن التوصل لاتفاق مبدئي لـدمج “قسد” في الجيش السوري، ودمج قوى الأمن الداخلي (“الأسايش”) ضمن وزارة الداخلية السورية، أسوة ببقية التشكيلات العسكرية والأمنية في البلاد.
وتشير الزيارة الراهنة لوفد الداخلية إلى أن دمشق و”قسد” بدأتا فعلياً في تشكيل اللجان العسكرية والأمنية المشتركة لمتابعة التفاصيل اللوجستية والسياسية لعملية الدمج التاريخية هذه، في مسعى قد يعيد رسم الخارطة الأمنية والسياسية في مناطق شمال شرق سوريا
اقرأ أيضاً:سوريا: بلد الـ 23 مليون مكوع.. إذا الشرع كوع، مين أنا حتى ما كوع؟