تحركات روسية بعد زيارة الشرع.. لافرينتييف يبحث الملف السوري في طهران
تشهد الساحة الإقليمية حراكاً دبلوماسياً لافتاً عقب الزيارة التي أجراها الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع إلى موسكو منتصف الشهر الجاري، إذ وصل المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف، إلى طهران لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين حول تطورات الملف السوري والعلاقات الإقليمية.
لقاء روسي–إيراني لبحث “التطورات السورية”
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الوزير عباس عراقجي استقبل المبعوث الروسي في طهران، حيث جرى بحث الأوضاع في سوريا والشرق الأوسط، إلى جانب التنسيق بين موسكو وطهران حيال ما وصفاه بـ“الجهود المشتركة لحماية وحدة الأراضي السورية ومنع محاولات تقويض سيادتها”.
ونقل عراقجي عبر منصته في “تلغرام” أن اللقاء “أكد على التفاهم القائم بين روسيا وإيران حول أهمية استمرار التعاون الثنائي في مواجهة الإرهاب، ورفض أي محاولات لتقسيم سوريا أو استغلال الوضع الإقليمي لإضعافها”.
جولة لافرينتييف تتقاطع مع زيارة الشرع إلى موسكو
وتأتي زيارة لافرينتييف إلى طهران بعد أيام قليلة من لقاء القمة بين الرئيسين السوري والروسي في الكرملين بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر، وهي أول زيارة للرئيس الشرع إلى موسكو منذ تسلمه السلطة في أعقاب سقوط النظام السابق نهاية العام الماضي.
وخلال الزيارة، عقد الشرع جلسة مغلقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحضور عدد محدود من كبار المسؤولين، من بينهم وزراء الخارجية والدفاع والأمين العام لرئاسة الجمهورية. وتركزت المباحثات، بحسب مصادر رسمية، على “تعزيز الشراكة الاستراتيجية، ودور روسيا في دعم جهود إعادة الإعمار، والمساهمة في استقرار سوريا خلال المرحلة الانتقالية”.
تحركات متزامنة في موسكو وطهران
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، يُتوقع أن يلتقي لافرينتييف أيضاً أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، الذي كان قد زار موسكو في 17 تشرين الأول الجاري حاملاً رسالة من المرشد الأعلى علي خامنئي إلى الرئيس بوتين.
ويشير هذا التبادل المكثف للزيارات بين موسكو وطهران إلى تنسيق متصاعد بين الطرفين في مقاربة الملف السوري، خاصة في ظل المساعي الدولية لإعادة تفعيل المسار السياسي في دمشق، والتعامل مع الملفات العالقة المتعلقة بإعادة الإعمار وعودة اللاجئين وضبط النفوذ الإقليمي.
توازنات جديدة في المشهد السوري
وتؤكد اللقاءات المتتالية أن سوريا باتت محوراً رئيسياً في التفاهمات الروسية–الإيرانية، خصوصاً بعد التحولات التي أعقبت سقوط النظام السابق، وبدء الحكومة الجديدة محاولات لإعادة تموضعها ضمن شبكة العلاقات الإقليمية والدولية.
ويُتوقع أن تثمر هذه الاتصالات عن خطوات تنسيقية جديدة بين موسكو وطهران ودمشق، سواء في المجالين الأمني والاقتصادي أو في إدارة التوازنات السياسية خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
اقرأ أيضاً:تقرير: إصلاح القطاع الأمني في سوريا بعد سقوط الأسد يواجه تحديات معقدة