لم تنحصر الأوضاع المعيشية الصعبة في البلاد على الإنسان فقط، بل باتت الحيوانات الأليفة تعاني من ارتفاع الأسعار الذي يهدد وجودها في المنازل إلى جانب أصحابها، وقد يعرضها إلى إكمال ما تبقى من حياتها بالشارع أو أمام أبواب العيادات البيطرية أو في الملاجئ المكتظة المهددة بالإغلاق أيضاً، حيث ازدادت في الآونة الأخيرة منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعرض أصحاب الحيوانات الأليفة من خلالها حيواناتهم “للتبني” دون مقابل مادي، نظراً للأعباء المادية العالية التي يتكبدها مربو هذه الحيوانات.
وسجّل سعر كيلو “الدراي فود” الغذاء المخصص لهم المصنع محلياً حوالي 40 ألف ليرة سورية، أما المصنع خارجياً تتراوح أسعاره ما بين 60 إلى 90 ألف ليرة، ووصلت أسعار حبوب الطفيليات “حبة النفس” إلى 12 ألف ليرة، فيما تجاوزت أسعار “اللقاح” عتبة الـمئة ألف ليرة، كما تتراوح أسعار “التراب” المخصص لهم ما بين 10 إلى 60 ألف ليرة للـ 5 كيلو غرام، وهو مصنع محلياً ويعد من أكثر المستلزمات التي يستهلكها مربو الحيوانات الأليفة.
وأشارت المربية “غروزني” وهي تعمل محاسبة خلال حديثها لـ “داما بوست” إلى أنها تتكلف شهرياً ما بين 200 إلى 300 ألف ليرة سورية غذاء “دجاج ودراي فود” لأليفين تربيهما في منزلها، بالإضافة إلى “تراب” بحوالي مئة ألف ليرة، وحب طفيليات كل ثلاثة أشهر بقيمة 20 ألف ليرة، ولقاح سنوي بقيمة 150 ألف ليرة، مؤكدةً أنها لا تستطيع التخلي عنهم مهما زادت تكاليفهم.
بدوره بيّن “مصطفى” وهو موظف ومن محبي ومربي الحيوانات الأليفة، لـ “داما بوست” أنه قام منذ يومين بإعطاء حيوانه الأليف اللقاحات السنوية الخاصة به بتكلفة 220 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى أنها كانت لا تتجاوز الـ 60 ألفاً العام الماضي.
من جانبه أوضح الطبيب البيطري “بشر عوض” لـ “داما بوست” عن سبب الارتفاع الكبير بأسعار مستلزمات الحيوانات قائلاً.. “السبب وراء ارتفاع أسعار اللقاحات هو استيرادها من الخارج، ولا يوجد بديل مصنع محلياً، بالتالي تتأثر أسعارها بارتفاع أسعار الصرف”، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار “الدراي فود” يعود إلى إيقاف استيراده منذ عدة أعوام.
ونوّه “عوض” إلى أنه “لا يمكن الاستغناء عن اللقاحات لأنها ضرورية، وتحمي الحيوان من الأمراض الفيروسية التي قد تسبب وفاته، كما أن حبة الطفيليات تحمي المربي والحيوان من الأمراض الطفيلية المنتشرة”.
وبحسبة بسيطة، تصل تكلفة تربية الكلب المنزلي الشهرية إلى نحو 300 ألف ليرة سورية، ناهيك عن اضطرار نسبة كبيرة من المربين لحرمان حيواناتهم الأليفة من الألعاب أو المكافآت التي وصل سعر “الكيس” منها إلى نحو أربعين ألفاً، ويضاف إليها ارتفاع أسعار الشامبو المخصص للحيوانات، ما اضطر بعضهم إلى استخدام منتجاتهم الشخصية، فيما اعتكفت نسبة كبيرة من مربي الحيوانات عن اصطحاب حيواناتها إلى “الحمام” في العيادات المتخصصة، نظراً لوصول الكلفة إلى أكثر من 60 ألف ليرة في عيادات العاصمة.