طلاب سوريون عائدون يواجهون “شروطًا إدارية تعجيزية” للقبول الجامعي… ماذا عن البدائل؟
الصدمة الإدارية في وجه العودة التعليمية
عند عودتهم من دول اللجوء، اصطدم طلاب سوريون بأبسط الحقوق: مواصلة التعليم الجامعي. اشتراط الجامعات السورية شهادة الصف التاسع أو اشتراط أن تكون الشهادة الثانوية من سنة التقديم فقط، جعل من التسجيل عملية معقدة، بل مستحيلة في كثير من الحالات. نظام التعليم الخارجي لا يعتمد على شهادة التاسع، بل يوفّر للطلاب تقييمًا لجهة المستوى الدراسي، مما يجعل الاحتفاظ بهذه الشهادة أمرًا ثانويًا وغير ضروري.
جذور الأزمة… وتجاهل واقع الشتات
يرجع تطبيق هذه السياسات الإدارية إلى أنظمة كانت ضمن أولويات “النظام السابق”، ولا تزال مطبّقة دون أي تعديل أو مراعاة للواقع الجديد الذي يعيشه طلاب الشتات. ما اعتُبر سابقًا معيارًا قياسيًا أصبح اليوم جدارًا يحول دون دخول آلاف الطلاب إلى الجامعة.
صوت الطلبة: “طلبات تعجيزية ومهلة معدومة”
استُخدمت منصات التواصل الاجتماعي كمنصة احتجاج وانتظار، حيث عبّر الطلبة عن غضبهم بسبب:
1- الأخطاء الإدارية التي تُملي دفع مبالغ مالية على الرغم من عدم وجود حل عملي.
2- رفض قبول شهادات ثانوية صادرة قبل سنة التقديم بالرغم من صلوحيتها دوليًا.
3- ضياع سنوات دراسية في انتظار إتمام إجراءات التصديق من السفارات.
4- طالبوا بمنح “مهلة معقولة” لإكمال التصديقات.
قرار حكومي غير شامل… تقسيم جديد لطلاب الشتات
في 5 حزيران/يونيو 2025، أعلنت وزارة التعليم العالي عن قرار خاص بهدف دعم الطلاب العائدين من الجامعات التركية للالتحاق بالجامعات الخاصة، مع تشكيل لجان لمعادلة المقررات ومساعدتهم. لكن القرار استثنى الطلاب العائدين من دول مثل لبنان والأردن والعراق، ما أثار غضبًا واسعًا وفضّل الطلبة أن تُفتح حلول شاملة لجميع العائدين.
مقارنة دولية توضح الفجوة
في ألمانيا والسويد تُقبل الشهادات بغض النظر عن سنة الإصدار، مع فتح برامج تأهيلية.
في لبنان والأردن يتم الاكتفاء غالبًا باختبار تعادلي أو تصديق بسيط دون رسوم مرتفعة أو عراقيل زمنية طويلة.
الثمن: إحباط وتأجيج للهجرة من جديد
عبّر كثير من الطلاب عن شعور بالإحباط الشديد. يقول محمد خالد، طالب طب عائد من الخليج: “كل شيء يبدو معدًّا لدفعي للهجرة ثانية… وثيقة غير مصدّقة تكلفني عاما من عمري بلا جدوى.”
طالبة من حمص، عاشت في الأردن، قالت: “ضائع عمري سنتين بسبب ورقة لا يحتاجها أحد سواهم.”
إن استمرار هذه العقبات الإدارية قد يدفع جيلًا كاملاً للابتعاد عن وطنه، بينما يُغلق أبواب التعليم الرسمي أمامه.
إقرأ أيضاً: أكثر من 7 آلاف مدرسة خارج الخدمة في سوريا… و3 ملايين طالب خارج التعليم
إقرأ أيضاً: تحديات تعليمية تواجه الطلاب السوريين العائدين: اللغة العربية على رأس القائمة