إغلاق “المركز الطبي الأمريكي” بدمشق بعد أيام من افتتاحه
بعد أربعة أيام فقط من افتتاحه في حي الروضة بدمشق، أصدرت وزارة الصحة السورية قراراً يقضي بإغلاق “المركز الطبي الأمريكي” وسحب ترخيصه، إضافة إلى تغريمه بمبلغ 300 ألف ليرة سورية، بدعوى أنه “يعمل دون ترخيص رسمي”، وفق كتاب صادر عن مديرية صحة دمشق حصلت عليه وسائل إعلام محلية.
المركز، الذي افتُتح في 17 آب/أغسطس الجاري وسط حملة إعلانية واسعة، قُدم للجمهور باعتباره مشروعاً لطبيب سوري مغترب عاد بعد 24 عاماً في الخارج. وأعلن مديره العام، الدكتور محمود خطاب، عند الافتتاح أنه يسعى لتقديم خدمات طبية متقدمة في بلاده. إلا أن قرار الإغلاق صدر في 21 آب/أغسطس، أي بعد أربعة أيام فقط من بدء نشاطه، ما أثار تساؤلات واسعة حول خلفيات الموضوع.
وبحسب موقع المركز على الإنترنت، فقد شملت خدماته التجميل والرعاية الصحية العامة، بما فيها اختصاصات الأمراض الجلدية والنسائية والبولية. لكن تقارير إعلامية دولية كانت قد تناولت في وقت سابق سجل الطبيب محمود خطاب في الولايات المتحدة، حيث واجه دعاوى قضائية تتعلق بممارساته الطبية.
تقرير لموقع CBS News الأميركي أشار إلى أن خطاب كان يمتلك مركزاً طبياً للتجميل في كاليفورنيا (دقة)
كما نقل التقرير شهادات لعدد من المريضات تحدثن عن معاناة جسيمة نتيجة عمليات خضعن لها، إحداهن وصفت التجربة بأنها “أشبه بفيلم رعب”، في حين أكد أطباء في المجلس الطبي أن خطاب “لا يمتلك الكفاءة اللازمة لإجراء عمليات جراحية معقدة”، معتبرين أن ممارساته شكّلت خطراً على حياة المرضى.
في دمشق، أوضح مصدر خاص من داخل مديرية الصحة أن قرار الإغلاق جاء تحت مسمى “عدم وجود ترخيص”، لتجنب الدخول في تفاصيل مرتبطة بالقضايا المثارة حول الطبيب في الخارج، مشيراً إلى أن الوزارة تحركت بشكل سريع بعد ظهور معطيات جديدة عقب افتتاح المركز.
ويُذكر أن قضايا مشابهة طُرحت في أوقات سابقة بشأن استثمارات طبية وتجارية أعلن عنها في سوريا، قبل أن يتم التراجع عنها بسبب ثغرات قانونية أو مهنية. وتعيد هذه القضية الجدل حول آليات منح التراخيص الطبية وآليات الرقابة على المؤسسات الصحية الخاصة، وضرورة التأكد من مؤهلات الكوادر لضمان سلامة المرضى.
إقرأ أيضاً:الفنون الجميلة تمنع استخدام الموديل العاري في مشاريع التخرج
إقرأ أيضاً: تحديات تعليمية تواجه الطلاب السوريين العائدين: اللغة العربية على رأس القائمة