أكدت مصادر موثوقة الصحة لـ “داما بوست”، أن أنقرة أرسلت تهديدات شديدة اللهجة لقياديي الفصائل الموالية لها، ممن يرفضون إعادة فتح ممر “أبو الزندين” الرابط بين مناطق الدولة السورية ومناطق سيطرة الاحتلال التركي وفصائلها بريف منطقة الباب شمال شرق حلب.
ممر “أبو الزندين” أحد أهم الممرات الحيوية المستخدمة للأغراض الإنسانية والتجارية، لم يكد يفتتح أبوابه مجدداً بعد أشهر طويلة من التوقف، حتى شهد سلسلة من الأحداث المتتالية التي بدأت مع حلول اليوم الثاني على افتتاحه، وخاصة لناحية القصف الذي تعرض له بقذائف الهاون التي رجحت المعلومات والمعطيات أنها أُطلقت من مناطق سيطرة فصائل أنقرة بريف منطقة الباب، ما تسبب حينها بمقتل وإصابة عدد من مسلحي “الشرطة العسكرية” المكلفين من قبل أنقرة بإدارة الممر.
كما شهد الممر أمس قصفاً مماثلاً تبين لاحقاً أن منفذوه كانوا من مسلحي “قسد” المتمركزين في منطقة منبج بالريف ذاته، ما أسفر عن إصابات بين مسلحي “الشرطة العسكرية”، وأدى بالنتيجة إلى إغلاق الممر بشكل مؤقت، قبل أن يعاود فتح أبوابه صباح اليوم.
وإلى جانب القصف، شهد ممر “أبو الزندين” تحركات واسعة من الفصائل الرافضة لفتحه، بغية عرقلة عمله ومنع حركة المرور من خلاله، حيث أرسلت تلك الفصائل يوم أمس، على رأسها “الجبهة الشامية”، أعداداً كبيرة من مسلحيها وعائلاتهم إلى نقطة قريبة من الممر، حيث نصبوا خيمة اعتصام لمنع حركة مرور الشاحنات والقوافل التجارية، كما تعدّوا على بعض الشاحنات التي كانت تنتظر دورها للعبور إلى مناطق الدولة السورية.
وفي خضم تلك التحركات، كشّرت أنقرة عن أنيابها للحد من أفعال الفصائل التي شقّت عصا الطاعة على أوامرها، فأرسلت، بحسب مصادر “داما بوست”، تهديدات جدّية لقياديي الفصائل التي تعرقل عمل الممر، تنصّ على قطع الرواتب والدعم المالي بشكل تام وفوري عن كافة أولئك القياديين، في حال مواصلتهم التحرك المعادي لاستمرار عمل “أبو الزندين”.
ويبدو أن آثار التهديد التركي جاءت بنتيجتها خلال أقل من /24/ ساعة على إطلاقها، حيث ذكرت المصادر أن مسلحي “الشامية” أزالوا بالفعل خيمة الاعتصام التي نصبوها قرب الممر، كما عمدوا إلى سحب مسلحيها وعائلاتهم الذين كانوا مشاركين في الخيمة بشكل كامل.
وبانتظار ما ستحمله الساعات القادمة من مستجدات، يبقى التساؤل الأبرز حول مدى قدرة أنقرة على ضبط وكبح لجام مسلحيها الذين لطالما أدانوا لها بالطاعة العمياء، إلا في حال تأذي مصالحهم الشخصية، مع الإشارة إلى أن السبب الرئيسي لرفض فتح ممر “أبو الزندين” من قبل قياديي “الشامية” على وجه التحديد، يعود إلى طمعهم بتسلم إدارة الممر بشكل منفرد، والاستحواذ على عائداته المالية الكبيرة دوناً عن باقي الفصائل.