فلتان أمني في “كفرة” بأعزاز.. صراع على “كرسي” يشعل حرباً
داما بوست | حلب
تشهد قرية كفرة في منطقة أعزاز التابعة لمحافظة حلب منذ حوالي أسبوع، توتراً نتيجة اشتباكات عائلية بين عائلتي “رحمون” و”خليل” بسبب خلافات على منصب رئيس المجلس المحلي للقرية.
وأسفرت اشتباكات قرية “كفرة” بأعزاز عن مقتل ثلاثة أشخاص ووقوع إصابات، إضافة إلى إحراق عدد من المنازل وتهجير عشرات العائلات، فيما أودت بحياة رئيس مجلس كفرة الحالي “مصطفى خليل” إثر إصابته برصاص الاشتباكات.
ويأتي هذا النزاع في مؤشر جديد على الفوضى الأمنية، التي تشهدها المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعات الموالية للاحتلال التركي، وتحديداً ما يسمى “الجيش الوطني” الإرهابي.
ومنذ مطلع العام الجاري، شهدت مدينة أعزاز المحتلة اشتباكات، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة على خلفية خلاف شخصي بين أفراد عشيرتين، فيما شهد العام الماضي مقتل شخصين، بعد مشاجرة بين عائلتين تخللها إطلاق نار.
ويفتقد الشمال السوري برأي نشطاء، إلى سلطة تنفذ القانون وتحمي الحقوق ليس فقط في أعزاز، وإنما في جرابلس شمال شرق حلب، وكل منطقة تخضع لسيطرة ما تسمى بــ فصائل “المعارضة السورية” الموالية للاحتلال التركي، نتيجة توغلها على حساب الشعب وظهور العصبيات، وواقع اجتماعي واقتصادي صعب.
وتناولوا عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الفصائل التي أنشأتها تركيا بعد اتفاقات “سوتشي” و”أستانة” أثبتت فشلها، محذرين من كوارث مستقبلية تتصدى لمصالح تركيا والتابعين لها، على الخريطة السياسية المستقبلية للوضع في سورية.
فيما أرجعت مصادر محلية الفلتان الأمني في المناطق المحتلة، إلى انتشار السلاح من دون ضوابط، فضلاً عن تأخير التدخل العسكري من قبل تلك الفصائل المسلحة إلى ما بعد فوات الأوان، مضيفين أنها تتدخل أحياناً في الاشتباكات ما يتسبب بتأزم الأمر.
وبحسب تقارير سابقة اندلعت في ريفي إدلب وحلب، مظاهرات ضد “هيئة تحرير الشام” وزعيمها الإرهابي “أبو محمد الجولاني” بسبب حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت ناشطين ومعارضين لها في المنطقة، مطالبين بالإفراج عن وجهاء المناطق المعتقلين دون أيّ سبب.
وفضّ عناصر الهيئة الإرهابية التظاهرات بالقوة، واعتدوا على المتظاهرين بالضرب والرصاص، فيما اعتقلوا نشطاء بعد تحطيم معدّات التصوير الخاصة بهم خلال توثيقهم الاعتصام.
وتستمر الدعوات سيما على صفحات التواصل الاجتماعي، داعية إلى تكثيف التظاهرات، بهدف كشف حقيقة “الجولاني” وهيئته الإرهابية المدعومة من الغرب ومن الحكومة التركية مباشرة، بالتزامن مع تضييقه الخناق على المدنيين وإغراقهم فقراً وجوعاً.
وجدير بالذكر، أن الحملة التي شنها الرئيس التركي “رجب طيب إردوغان” تحت مسمى “العودة الطوعية” أو “الآمنة” للاجئين السوريين إلى الشمال السوري، تضعهم أمام فوهة البركان، وتفتح عليهم نيران المدافع، طالما أنهم يرحلون قسراً إلى مصير أقل ما يمكن وصفه بالـ “مجهول”.