الحكومة تؤكد استمرار صرف الرواتب في السويداء وتعرض خطة تدريجية لاحتواء التوتر
أكدت الحكومة السورية استمرار صرف الرواتب والأجور للعاملين في القطاع العام بمحافظة السويداء، بالتوازي مع خطوات تدريجية تهدف إلى خفض التوتر وتحسين الوضع الخدمي والإنساني في المحافظة، التي تشهد منذ أيام توترات أمنية متصاعدة.
وقال وزير المالية محمد يُسر برنية، عبر حسابه الرسمي على منصة “لينكد إن”، إن الوزارة تواصل صرف الرواتب في السويداء كما في بقية المحافظات، مضيفًا: “اتخذنا ما يلزم لضمان استمرار تسديد الأجور والرواتب دون انقطاع”، مشيرًا إلى أن الاعتمادات المالية المخصصة للمحافظة مستمرة.
من جانبه، شدد محافظ السويداء مصطفى البكور في حديث لقناة “الإخبارية السورية” على أن عودة الاستقرار في المحافظة مرتبطة بالحوار والمصالحة، مشيرًا إلى أن الأوضاع الخدمية بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة، وأن جهودًا حكومية بدأت للتنسيق مع الجهات المحلية لتحسين الخدمات وإطلاق مشاريع تنموية.
وأوضح البكور أن الوضع الأمني يؤثر على نشاط المؤسسات والمنظمات، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على إدخال المساعدات وترميم البنى التحتية، معبّرًا عن أمله بعودة مؤسسات الدولة بشكل تدريجي خلال المرحلة المقبلة.
وفي سياق متصل، أعلن قائد الأمن الداخلي في السويداء، العميد أحمد الدالاتي، عن بدء تنفيذ خطة تدريجية تهدف إلى تخفيف حدة الأزمة، بدأت بإجلاء مجموعة من العائلات التي عبّرت عن رغبتها بمغادرة المدينة، نحو مناطق في ريف درعا، بإشراف أمني مباشر.
وأوضح الدالاتي أن الخطة تتضمن أيضًا منع دخول مجموعات مسلحة إلى المحافظة، إلى جانب تأمين القرى المتضررة بالخدمات والمساعدات، مع التأكيد على ضمان حرية التنقل لمن يرغب بالخروج أو العودة إلى السويداء.
في المقابل، صرّح ليث البلعوس، أحد قياديي فصيل “رجال الكرامة”، بأن هناك اهتمامًا دوليًا واضحًا بتطورات الوضع في السويداء، داعيًا إلى دعم جهود منع التصعيد من خلال قرارات دولية تسهم في الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد.
وأضاف البلعوس أن فصيله يعتبر الحوار أداة أساسية لتجاوز الخلافات، مع التأكيد على ضرورة احترام القانون ومحاسبة المتورطين في أي انتهاكات، أياً كانت الجهة التي ينتمون إليها، محذرًا في الوقت نفسه من أن غياب التحرك الدولي قد يُفسر كتشجيع على استمرار الفوضى.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه السويداء توترًا أمنيًا واسعًا، في ظل دعوات داخلية وخارجية إلى التهدئة، وطرح مبادرات متفرقة لتفعيل الحوار واحتواء الأزمة.
اقرأ أيضاً: السويداء بين فخ الدولة وفوضى السلاح: الجزء الأول