الإدارة الذاتية تنفي انهيار المفاوضات مع دمشق وترفض التنازلات المفروضة

أكدت الإدارة الذاتية الكردية بارزة أن المفاوضات بين الحكومة السورية الانتقالية و”الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” لا تزال مستمرة، نافية ما تم تداوله حول انهيارها، ومشددة على وجود تفاهمات قائمة تتعلق بالقضايا الوطنية والسيادية. كما دعت هذه القيادات إلى تكثيف اللقاءات والحوار لتجاوز الخلافات العالقة، في أعقاب الاجتماعين المباشرين اللذين عُقدا بين الطرفين مطلع يونيو (حزيران) و9 يوليو (تموز) الجاري في دمشق.

وفي تصريح لـ صحيفة الشرق الأوسط، قالت فوزة يوسف، رئيسة وفد “الإدارة الذاتية” المفاوض مع الحكومة السورية، إن هناك ضغوطاً دولية وداخلية لفرض تنازلات على “الإدارة”، لكنها شددت على أن الأخيرة “لن تقبل بلغة واحدة أو علم واحد أو ثقافة واحدة تُفرض على مكونات شمال وشرق سوريا”، مؤكدة أن الهدف هو بناء “سوريا تعددية لا مركزية تحترم حقوق جميع الشعوب والطوائف”.

وأشارت يوسف، وهي أيضاً الرئيسة المشتركة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يتصدر المشهد السياسي في مناطق “الإدارة”، إلى أن الحكومة تسعى إلى تفكيك مؤسسات “الإدارة الذاتية” وإلغاء طابعها السياسي والخدمي، معتبرة أن هذه المؤسسات تمثل “ركيزة لتعزيز وحدة الدولة وليس تهديداً لها”.

واعتبرت يوسف أن أحد أبرز نقاط الخلاف هو مفهوم “الاندماج”، وقالت: “كل طرف يملك فهماً مختلفاً لهذه العملية، ما يستدعي حوارات معمقة لتفسير البنود المتصلة بها”.

وينص اتفاق 10 مارس (آذار) بين الطرفين على دمج قوات “قسد” ومؤسسات “الإدارة” المدنية ضمن بنية الدولة السورية، بما يشمل تسليم المعابر الحدودية، ومطار القامشلي، وحقول النفط ومصادر الطاقة في الشمال الشرقي، إلى سيطرة الحكومة السورية. لكن هذه المرافق لا تزال حتى اليوم تحت إدارة “قسد”.

وأكدت يوسف أن مكونات “شمال وشرق سوريا” تطمح للانخراط في دولة سورية مستقبلية تحت مظلة الدستور، محذّرة من أن فرض الشروط دون ضمانات دستورية سيدفعهم إلى الرفض، مشيرة إلى أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع في الجنوب، وخصوصاً في محافظة السويداء، بسبب ما وصفته بـ”الذهنية المركزية”.

وكان قائد “قسد” مظلوم عبدي، جدّد في مقابلة صحفية بتاريخ 14 يوليو، التزامه باتفاق آذار، قائلاً إن تطبيقه يجعل من قوات “قسد” جزءاً من الجيش السوري، وبالتالي لا ضرورة لنزع سلاحها، لأن “الجيش هو من سيتولى مسؤولية حماية شمال وشرق سوريا”.

كما نفت مفوضة الشؤون السياسية في “الإدارة الذاتية الكردية”، إلهام أحمد، عبر تصريحات لموقع بي بي سي تركيا، انهيار المحادثات، مؤكدة أن المفاوضات لا تزال قائمة، رغم وجود تعقيدات ومشاكل في بعض النقاط، خصوصاً ما يتعلق بدمج المؤسسات العسكرية وهياكل الحكم المحلي.

وأضافت أحمد أن اللقاء الذي عُقد في 9 يوليو بين مسؤولين حكوميين ووفد من “الإدارة الذاتية” و”قسد”، شهد مؤشرات إيجابية وتوافقاً على قضايا وطنية، أبرزها وحدة الأراضي السورية والدولة، واعتبرتها أرضية مشتركة للبناء عليها.

وفي ردها على الانتقادات الموجهة لـ”الإدارة الذاتية” بإنشاء مؤسسات بديلة عن الدولة، شددت أحمد على أن مشروعهم يستند إلى مفهوم “اللامركزية” ضمن إطار الدولة، موضحة أن “الهدف هو التعايش المشترك وإدارة محلية لا تلغي دور الدولة المركزية، بل تعزز الشراكة في الحكم”.

وختمت بالقول إن استمرار الحوار بين السوريين هو مفتاح الوصول إلى حل سياسي دائم يضمن وحدة البلاد وحقوق جميع مكوناتها.

 

إقرأ أيضاً: تركيا تحذر من استغلال قسد لتطورات السويداء وتلوّح بالتدخل العسكري

إقرأ أيضاً: الإدارة الذاتية ترد على المبعوث الأمريكي: لسنا دعاة فيدرالية بل لامركزية

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.