الاحتلال يواجه فشلاً استخباراتياً واقتصادياً.. استنفار إسرائيلي تحسباً لرد يمني على العدوان
داما بوست-خاص
يعاني كيان الاحتلال من فشل استخباراتي ذريع ضد حزب الله ولبنان وسوريا أكبر بكثير مما كان عليه أمام حركة “حماس” في السابع من تشرين الأول، وهذا الواقع راسخ وباعتراف زعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، والأدهى والأكثر مرارة للصهاينة أن القوات المسلحة اليمنية تسببت في أضرار اقتصادية هائلة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
الفشل العسكري والاستخباراتي يعكس أزمات كبيرة يواجهها الاحتلال الإسرائيلي في جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية في مناطق معقدة ومتعددة الأطراف، وحكومة الاحتلال الإسرائيلية لم تحقق أهدافها في الحرب على غزة، وفقدت السيطرة على مناطق الشمال المحاذية لجنوب لبنان، وهذا الأمر يقض مضجع أركان الحرب في الكيان الصهيوني.
القوات المسلحة اليمنية أرخت بثقلها الاستراتيجي وظلها العسكري الثقيل على كيان العدو وأتخمت الكيان بالخسائر المادية والعسكرية الكبيرة، فمدير عام مرفأ “إيلات”، اعترف ببلوغ الخسارة الناجمة عن تعطّل أعمال المرفأ، في أعقاب هجمات القوات المسلحة اليمينة، نحو 50 مليون “شيكل”، إضافةً إلى استعداد الإدارة التشغيلية، لتسريح 50 بالمئة من عمال الميناء.
ميناء “إيلات” توقف نشاطه بشكل شبه كامل منذ عدة أشهر، بسبب العدوان على غزة، وهجمات القوات المسلحة اليمنية المتواصلة، وجرى إخلاء الميناء والبضائع الضرورية، وفقد الاحتلال رئة اقتصادية غاية في الأهمية فالميناء هو البوابة الجنوبية للكيان، والباب البحري إلى الشرق الأقصى وأستراليا، وهذا يعني أن كافة السفن القادمة للعدو ملزمة بالمرور بباب المندب، ومنذ بدء هجمات القوات المسلحة اليمنية انخفض النشاط إلى الصفر.
ومنذ توقف النشاط فإن العمل اقتصر على مغادرة ودخول السفن الحربية، ومع بداية الحرب على غزة، خسر الميناء أكثر من 13 مليون و680 ألف دولار أمريكي، ولم يحصل على مساعدات من حكومة الاحتلال، وهذا الأسبوع سيكون البدء بتسريح 50 موظفاً من أصل 110 هم عدد عمال الميناء وسيتبقى 40- 50 حارس أمن يجب الاحتفاظ بهم.
مواقع مختصة بالشحن البحري قالت كلمتها بالنسبة لميناء “إيلات” وجزمت بأنه تعرض للإفلاس، نتيجة توقف عمله، جراء الحصار اليمني في البحر الأحمر، ومنع سفن الشحن من التوجه إليه.
وفي الأيام القادمة ربما يزداد الأمر تعقيداً بالنسبة لكيان الاحتلال وتتعاظم خسائره المادية والعسكرية وفي “إيلات” وغيره من مرافق حيوية للكيان، وأكبر دليل على ذلك وجود خشية صهيونية من ردٍّ يمني بعد العدوان الغاشم على ميناء الحديدة، ودعا بالفعل الاحتلال إلى استنفارٍ عالٍ لسلاح الجو الإسرائيلي في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ورفع سلاح البحرية الإسرائيلي درجة التأهب في منطقة “إيلات”، عقب الهجوم الإسرائيلي على اليمن، في إشارة إلى استعداد الاحتلال للدخول في تبادل الهجمات والضربات مع القوات المسلحة اليمنية، التي تمتلك قدرة عالية من ناحية الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، وهذا أمر يحسب له الاحتلال الإسرائيلي ألف حساب.
الهجمات العدوانية بالمقاتلات الإسرائيلية على اليمن كانت بضوء أخضر أمريكي وهذا أمر طبيعي في ضوء العدوان الأمريكي البريطاني المتواصل على اليمن، لكن بالطبع لن يمر دون رد قوي ومزلزل من القوات المسلحة اليمنية التي تدك مواقع الاحتلال بكل دقة وتزرع الرعب والخوف في جسد الكيان، وتكبده خسائر كبيرة في الاقتصاد لم يعرفها في تاريخه.