تبرهن واشنطن من جديد أنها تدعم استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، بتقديم حزمة مساعدات كبيرة لكيان “إسرائيل”، بالرغم من القتل والتجويع بحق المدنيين الأبرياء.
وعلى وقع الاحتجاجات الرافضة للحرب في غزة أقر مجلس النواب الأمريكي بحزبيه الجمهوري والديمقراطي حزمة مساعدات أمنية كبيرة للكيان الصهيوني.
رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي سارع على الفور وأعرب عن امتنانه وتقديره للكونغرس وللرئيس الأمريكي جو بايدن بزعم أن نتيجة التصويت تظهر أن الحزبين يدافعان عن “إسرائيل” والحضارة الغربية، وبذلك تتكشف من جديد وتترسخ نوايا الإدارة الأمريكية حول قضايا المنطقة، ويتأكد عدم ضغطها الحقيقي على الكيان لإيقاف الحرب العدوانية الصهيونية على غزة.
وتجمع متظاهرون خارج مبنى الكونغرس الأمريكي “الكابيتول” في وقت كان مجلس النواب يصوت في جلسة للموافقة على حزمة مساعدات أمريكية بقيمة 95 مليار دولار إلى أوكرانيا و”إسرائيل” وحلفاء آخرين للولايات المتحدة.
وقد دعا النشطاء المؤيدون للفلسطينيين ولوقف الحرب على غزة والتي تدعمها إدارة بايدن منذ سبعة أشهر إلى عدم إرسال الكونغرس أموالا إضافية للكيان الصهيوني، بعكس من يؤيدون أوكرانيا الذين دعوا إلى منح مساعدات إلى كييف بقيمة 61 مليار دولار.
وصوت النواب بأغلبية ساحقة، وتم تمرير المساعدات إلى أوكرانيا في غضون دقائق، وهو ما يمثل عرضاً قوياً في الوقت الذي يتسابق فيه المشرعون الأمريكيون لتقديم جولة جديدة من الدعم الأمريكي للحليف الذي مزقته الحرب.
وعلى الرغم من تصويت عشرات النواب الديمقراطيين التقدميين ضد مشروع قانون مساعدة “إسرائيل” حيث طالبوا بإنهاء الحرب على غزة والذي أدت لاستشهاد عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين جلهم من الاطفال والنساء، إلا أن القرار مر، وحصلت المساعدات المقدمة إلى “إسرائيل” والحلفاء الآخرين بالموافقة.
وستذهب الحزمة بأكملها إلى مجلس الشيوخ، الذي قد يقرها في أقرب وقت يوم الثلاثاء القادم، وقد وعد الرئيس جو بايدن بالتوقيع على الحزمة.
وقد شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجلس النواب والإدارة الأمريكية على تمرير القانون وزعم أن الحزبين الديمقراطي والجمهوري يدافعان عن الحضارة الغربية و”إسرائيل”.
مواطن أمريكي من أصل فلسطيني قال إنه يضغط لأشهر ضد مشروع القانون وأضاف أن الحراك قد نجح في تأجيل التصويت لفترة طويلة، وأكد أن العديد من أقاربه استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي الوحشي على غزة.
وقد صوتت مجموعة من حوالي 20 جمهورياً من اليمين المتشدد ضد كل جزء من حزمة المساعدات، بما في ذلك لحلفاء مثل “إسرائيل” وتايوان التي تتمتع تقليديا بدعم الحزب الجمهوري.