داما بوست- عمار ابراهيم | حرم غلاء الأسعار في حمص معظم سكانها من الاحتفال بعيد الأم حيث دفع التضخم الاقتصادي في سوريا الكثير من سكانها إلى تغيير عاداتهم وطقوس أعيادهم ومناسباتهم، جراء ارتفاع تكاليف المعيشة إلى حدود غير مسبوقة، واعتماد مبدأ التفضيل بين الأولويات.
وارتفعت أسعار هدايا المناسبات الاجتماعية على اختلافها، ومنها عيد الأم الذي يحل بتاريخ 21 آذار من كل عام، لتكون هذه المناسبة كغيرها من طقوس الاحتفال، بعيدة عم متناول السواد الأعظم من السوريين.
وتجول موقع “داما بوست” بشكل واسع في عدد من الأسواق بمدينة حمص، وتبين ارتفاع الهدايا إلى أضعاف الأسعار الفترة ذاتها من العام الفائت، ما أجبر السكان إلى نسيان شراء الهدايا أو تناسيها، حسب قول أحد سكان حي الزهراء.
وتراوحت الأسعار بين 50 ألف ليرة لأبسط الهدايا ووصلت الى نصف مليون، في الوقت الذي توجه فيه معظم السكان إلى محال بيع الهدايا في الأسواق الشعبية أملا بتوفير ما يمكنهم، وشراء كنزة أو حذاء أو إحدى لوازم المنزل الخفيفة كالفناجين مثلاً كونها هدية رمزية تعني للأمهات الراغبات بتزيين مطابخهن.
وتتنوع العروض في المحال التجارية التي جهزت أسعاراً خاصة بمناسبة عيدي الأم والمعلم، ما بين الألبسة والأحذية والعطورات وقطع الزجاج من فناجين القهوة والشاي والصحون والصمديات البلوريّة، لكن أسعارها أيضا كانت خارج متناول شريحة كبيرة من السكان.
غلاء الأسعار في حمص.. الأعياد باتت تشكل عبئاً كبيراً
وقال محمد (موظف) لشبكة “داما وست” إن: “الأعياد باتت تشكل عبئاً كبيراً علينا، بسبب ارتفاع أسعارها، حيث يتوجب علي شراء هديتين لوالدتي ووالدة زوجتي، وبعد نقاشات طويلة قررنا شراء حقيبتين بقيمة 150 ألف ليرة”.
من جهتها، بينت حنان أن: “آخر القرارات التي اتخذتها أنا وزوجي هو وضع مبلغ مادي مادي ضمن (محرمة) بيضاء لوالدتي وحماتي وتوفير الإحراج على نفسي بعدم شراء هدية متوسطة القيمة المادية، رغم معرفتنا بأنهما لن يتخذا موقفاً منا لمعرفتهما بالوضع الإقتصادي الراهن”.
أما إيهاب ( محامي) قرر الدخول بما يشبه “الجمعية” مع إخوته لشراء هدية لوالدته وتقديمها بشكل جماعي وهي حذاء وحقيبة وقطعتي ملابس بما يقارب نصف مليون ليرة، حيث تقاسموا المبلغ منذ أسبوعين وأوكلوا مهمة شراء الهدية لأخته الصغيرة.
من جهته، أشار خليل (صاحب محل مكياجات في حي الأرمن) إلى أن الأسواق شهدت نوعاً من الازدحام من قبل الشبان والفتيات من أجل شراء هدايا للأمهات ضمن قدرتهم المالية ، لكن الوضع كان(فرجة ببلاش) جراء الأسعار المرتفعة التي كانت صادمة لهم، واقتصر الشراء على هدايا لا تتجاوز قيمتها 100 ألف ليرة، وكانت بمعظمها فناجين قهوة وشاي”.
أما وائل (صاحب محل أدوات منزلية) ببن أن العروض بمناسبة عيد الأم لم تساعد في تنشيط الحركة التجارية، ووصل سعر الطنجرة قياس وسط إلى 150 ألف، ودزينة الصحون تبدأ بـ 75 ألف ل.س، دزينة فناجين القهوة تبدأ بـ 50-100 ألف، دزينة كاسات شاي وسطياً 75 ألف.
بينما أجمعت معظم الأمهات اللواتي التقت بهن شبكة “داما بوست” على أن الوضع الحالي غاية في الصعوبة، وأنهن لا يردن أي هدية من أولادهن، فوجودهم بجانبهن هي الهدية الأكثر قيمة، حسب تعبيرهن.