سياسة الاغتيالات.. إستراتيجية دموية صهيونية

خاص داما بوست/ جعفر الحافي.

لم تبقي العصابات الصهيونية طريقة إجرامية ودموية إلا ومارستها منذ قيام كيانهم المزعوم على الأراضي الفلسطينية وحتى الآن، ولا سيما جرائم الاغتيال والتي باتت عقيدةً ونهجاً وفكراً إستراتيجياً لدى قادة الاحتلال الإسرائيلي، ضاربين بعرض الحائط المواثيق والقوانين والأعراف الدولية.

منذ 1948 يواصل الكيان المزعوم اغتيال الشرعية الدولية عندما اغتال الوسيط الدولي السويدي الكونت برنادوت في فندق الملك داود بـالقدس لمجرد فضحه جرائم الحركة الصهيونية في ذاك الوقت والمتمثلة “بالهاغانا والأرغون وأتسل”، بحق الفلسطينيين واقتراحه وضع حد للهجرة اليهودية ووضع القدس بأكملها تحت السيادة الفلسطينية، واليوم يعيد هذا الكيان المارق اغتيال الشرعية والقوانين الدولية باغتياله 5 مستشارين إيرانيين في العاصمة دمشق، أتوا إلى سورية بناءً على طلب الحكومة الشرعية فيها لتقديم خبراتهم السياسية والعسكرية في مكافحة اليد الصهيوأمريكية والمتمثلة بالتنظيمات الإرهابية.

الهزيمة الإستراتيجية التي ألحقتها المقاومة الفلسطينية بكيان الاحتلال الصهيوني خلال عملية طوفان الأقصى، وفشله بتحقيق أهداف عدوانه الجوي والبري على القطاع في القضاء على المقاومة الفلسطينية واستعادة الأسرى وتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، بعد مرور 107 أيام على العدوان، ورفض الإدارة الأمريكية توسيع الحرب في المنطقة، بالإضافة إلى ظهور الاحتلال بمظهر الضعيف الذليل أمام مستوطنيه، أصاب قادته بحالة من الهيستيريا والجنون، وراح يصعد عمليات الاغتيال لعله بذلك يحفظ ماء وجهه ويبيض صورة كيانه المهزوز، على العديد من الأصعدة، أبرزها في الداخل، عبر الترويج لـ”انتصار” زائف، من خلال الحديث عن اغتيال قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني ومحور المقاومة، لعلها تعيد جزءاً من هيبة جيشه التي سقطت منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، وما تلاها من خسائر فادحة بالأرواح والعتاد كبدته إياها المقاومة الفلسطينية، وأيضاً لتحسين صورته أمام الرأي العام العالمي ولا سيما حلفاؤه، الذين بدأوا يتذمرون من فشل الكيان المزعوم بكسر حركة المقاومة المحاصرة في حيز جغرافي ضيق منذ أكثر من 18 عاماً.

وباتباع سياسة الاغتيالات بدءاً من اغتيال القيادي بحماس صالح العاروري، إلى اغتيال المستشارين الإيرانيين الخمس في سورية يوم أمس انتقلت “الصهيونية” إلى مرحلة جديدة من المواجهة مع محور المقاومة، مواجهة تركز فيها على النوع وليس الكم بمعنى قتل العقول والخبرات المخططة والقادرة في محور المقاومة، وبالتالي تكون أمام خيارين الأول تصفية قادة المحور على المدى الطويل إن بقي قادته يردون على الاعتداءات خارج حدود فلسطين المحتلة، والثاني جر الولايات المتحدة الأمريكية لحرب إقليمية في حال رد محور المقاومة بشكل قوي داخل فلسطين المحتلة، وفي كلا الحالتين يكون الاحتلال حقق أهدافه الدموية الإجرامية في المنطقة.

وحول التصعيد الإسرائيلي المتمثل باغتيال كبار المستشارين الإيرانيين في سورية وما يهدف من وراءه “نتنياهو”، قال عميد كلية الإعلام السابق في جامعة دمشق، الدكتور “محمد العمر” في تصريح خاص لـ داما بوست إن “إسرائيل تشهد حالة من التخبط والهستيريا على الصعيدين العسكري والسياسي بعد أحداث 7 تشرين الأول، لم تشهدها منذ وجود هذا الكيان الغاصب وبالتالي ما يقوم به “نتنياهو” يهدف بالدرجة الأولى لجر الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لحرب في المنطقة يسعى من خلالها إلى تحقيق حلمه القديم الجديد بضرب العمق الإيراني وبرنامجها النووي”.

وأضاف: “بما أن أمريكا على أبواب انتخابات ولحساباتها الداخلية لم تنجر لرغبات “نتنياهو” لجأ إلى الاغتيالات في كل مكان تطوله يده سواء في سورية أو لبنان أو العراق هذا من جانب ومن جانب آخر الصراع السياسي الذي تعيشه “إسرائيل” بعد الضربة القاسية التي تلقتها من المقاومة جعلت الشارع “الإسرائيلي” أكثر انقساماً لذلك يحاول نتنياهو من خلال الاغتيالات التي ينفذها أن يوهم الشارع “الإسرائيلي” بأن “إسرائيل” مازالت قوية رغم الهزيمة النكراء التي الحقتها بها المقاومة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار
وزير التجارة ‏الداخلية: مخزون القمح يكفي لأكثر من ‏عام.. التشدد باتخاذ أقصى العقوبات ‏للمحتكرين استقرار سعر غرام الذهب في السوق المحلي استقرار أسعار النفط قبل اجتماع "أوبك+" من واشنطن.. الملك عبدالله الثاني يؤكد رفضه كل ما يهدد أمن واستقرار سوريا ريال مدريد يتكبد الهزيمة الثانية في الليغا الحرارة حول معدلاتها وأمطار محلية خفيفة متوقعة على بعض المناطق أبرز المباريات العربية والعالمية اليوم الخميس في اليوم الـ426 للعدوان.. حملة اعتقالات واسعة تطال نابلس ليفربول يتعثر أمام نيوكاسل.. والسيتي يستعيد ذاكرة الانتصارات وزير الخارجية المصري يؤكد في محادثات مع نظيريه الإيراني والأميركي وقوف بلاده إلى جانب سوريا كوريا الديمقراطية تؤكد دعمها وتضامنها الكاملين مع سوريا تونس تندد بالهجمات الإرهابية شمال سوريا بضغط عشائري.. "قسد" تسمح للوافدين العرب بالدخول لمناطقها مصدر في وزارة الكهرباء يبين الوضع الكهربائي في محافظة حلب بعد دخول الإرهابيين إليها وزير الخارجية لـ قائد قوة الأمم المتحدة بالجولان: نرفض الإجراءات غير القانونية للاحتلال المالكي يدعو للوقوف مع سوريا بوجه الإرهاب: سقوطها يعني استباحة المنطقة بأكملها "السادة المعامرة الأشراف" بالحسكة: الالتفاف حول الجيش في حربه ضد المجاميع الإرهابية مجلس الشعب يقر مشروع قانون موازنة 2025 قوائم لاهاي السوداء وشبح الاعتقال يطاردان جنود الاحتلال وقادتهم عضو المكتب التنفيذي بريف دمشق لداما بوست: حوالي 40 ألف وافد من حلب وحماة السـورية للطيران: معالجة كافة تذاكر سفر الوافدين من محافظة حلب بكل مرونة مدير النقل الطرقي يتحدث لـ "داما بوست" عن الاجراءات التي تم اتخاذها فيما يتعلق بنقل حلب عشائر دير الزور برسالة للتحالف الأميركي: لسنا تنظيم "داعش".. وسنتعامل مع أي معتد مصدر في وزارة التموين لـ "داما بوست": المخابز تعمل بكامل طاقتها في جميع المناطق دون الحاجة لأوراق ثبوتية.. التربية والتعليم العالي: يمكن للطلبة الوافدين من حلب الالتحاق بالمدارس وا...