قلق كبير يسيطر على الشارع الإسرائيلي من الضربات التي يوجهها حزب الله والتي طالت مؤخراً “تل أبيب” وقواعد عسكرية مهمة، وذلك بعد أن انتقل حزب الله في عملياته إلى المرحلة الثانية.
حيث اعتبر مسؤول كبير في الشاباك أن الضربات التي تُوجه لجبهتهم الداخلية هي إنجاز كبير للحزب ولها أهمية كبيرة.
وفي حديثه للقناة “12” الإسرائيلية، أوضح المسؤول السابق “عادي كرمي” إنّ المرة الأخيرة التي اسُتهدفت فيها “رمات غان” كانت في حرب الخليج الأولى، مضيفاً: “لذلك بالنسبة للحزب فهذا إنجاز، وسيحاول زيادة الإنجازات قُبيل الوصول إلى تسوية”.
ومساء الاثنين الفائت، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، عن سقوط صاروخ، على الأقل، في “رمات غان”، وهي إحدى المستوطنات المركزية في منطقة “تل أبيب”، وبانقطاع التيار الكهربائي فيها.
وأشارت “الشرطة الإسرائيلية” إلى أنّ الأضرار وقعت من جراء “إصابة مباشرة، وليس نتيجة شظايا اعتراض”، مع إبدائها “تخوّفاً من انهيار المباني”.
وركز الإعلام الإسرائيلي على القدرات الصاروخية التي يمتلكها حزب الله وحجم قدرته الكبير الذي يشكل خطراً على “إسرائيل”.
حيث أقرّ محلل الشؤون العسكرية في إذاعة جيش العدو الإسرائيلي، “أمير بار شالوم”، بأنّ القدرات الصاروخية، التي يمتلكها الحزب ، “تشكّل خطراً، من ناحية الكمية، على الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.
وفي حديث إلى القناة “الـ 12” الإسرائيلية، أشار “بار شالوم” إلى أنّ الحزب “أدخل منظومات صاروخيةً إضافيةً” في الاستهدافات التي ينفّذها، مضيفاً أنّ إطلاق النار على الوسط “بات يومياً تقريباً”، بعد أن كان في السابق “يتم كل عدة أيام”.
ولفت المحلل العسكري الإسرائيلي أيضاً إلى أنّ إطلاق النار، الذي يستهدف وسط كيان الاحتلال، “ليس إطلاق نار منفرداً (أي لا يقتصر على صاروخ واحد)”، بل “نرى 4 أو 5 صواريخ”.
يُضاف تعليق بار شالوم إلى اعترافات إسرائيلية أخرى باحتفاظ الحزب بقدراته الصاروخية، بعد تكثيف المقاومة الإسلامية في لبنان استهدافاتها في اتجاه “تل أبيب” وضواحيها، خلال الأيام الأخيرة.
بدوره محلل الشؤون السياسية في “موقع والا الإسرائيلي”، “باراك رافيد”، أفاد بأنّ ما يحصل هو “تصعيد مهم في الهجمات قبيل إمكان حصول اتفاق”، موضحاً أنّ “حادثةً كتلك التي حصلت في رمات غان هي حادثة خطيرة”.
وأضاف أنّ “حزب الله يعتدّ بقدرته على الاستمرار في إطلاق الصواريخ على (المستوطنات) الإسرائيلية كل يوم”. وبناءً على ذلك، فإنّ “لدى حزب الله حقّ الفيتو على كل هذا الاتفاق (الذي تحاول إسرائيل فرضه)، سواء أحببنا ذلك أم لا، وسواء أردنا ذلك أو لا”.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي فإن “المؤسسة الأمنية الإسرائيلية” تقدر بأنّ حزب الله “ينوي تكثيف نيرانه، وخصوصاً إلى منطقة الوسط، خلال الأيام المقبلة”، موضحةً أنّ هذا التكثيف للنيران يأتي “كوسيلة ضغط من جانب حزب الله”، في ظل المفاوضات الجارية.
هذا وكثّفت المقاومة الإسلامية في لبنان، من عملياتها في العمق الإسرائيلي، واستهدفت خلال الأيام الماضية بالصواريخ والمسيّرات عدة نقاط عسكرية ومواقع مهمة في “تل أبيب” ومحيطها، موقعة إصابات وأضراراً كبيرةً، بعد فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في الاعتراض.
اقرأ أيضاً: معركة “أولي البأس” مستمرة ضد العدو.. حزب الله: المُقاومة أعدّت العدّة لضمان قدرتها وجاهزيتها