كذبة بريئة أم جرس إنذار؟ علم النفس يكشف مفاجأة حول “كذب” الأطفال الصغار
مشهد مألوف يثير قلق كل والد: طفل ينكر فعلاً ارتكبه أمام عينيك مباشرة، أو يصر على رواية خيالية وكأنها الحقيقة المطلقة. يسارع الأهل للتساؤل: “هل هذا السلوك المقلق يعني أن طفلي يكبر ليصبح شخصاً غير سوي؟”
الخبر الجيد، والمفاجئ، يأتي من علم النفس:
إنكار الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة (حول سن الخامسة) ليس دليلاً على خلل أخلاقي، بل هو جزء طبيعي من النمو المعرفي والعاطفي!
الخلاصة؟ طفلك ليس “كاذباً”، بل هو فقط “يتدرب” على الحياة.
لماذا يكذب الطفل؟ إنه يهرب من المشاعر!
أكدت الخبيرة الأميركية كلير ليرنر في مقالها على Psychology Today أن الكذب في هذه السن المبكرة ليس سوء تربية أو انحرافاً. إنه مجرد محاولة بدائية للنجاة.
إليك السبب الحقيقي لـ”الكذبة البريئة”:
الهروب من العقاب:
الوعي الأخلاقي للطفل في سن الخامسة لا يعتمد على قناعة داخلية بالصواب والخطأ، بل على تجنّب العواقب الخارجية (مثل غضب الوالدين).
حماية الذات العاطفية:
يكذب الطفل ليتجنب مشاعر صعبة وقوية، مثل الخوف أو الشعور بالذنب الذي يتبعه الإحراج. الكذبة هي “أداة” دفاعية يملكها.
التحذير الأهم: لا تصف طفلك بـ “الكاذب”
هنا يكمن الفخ! تشير ليرنر إلى أن وصم الطفل بعبارة “كاذب” لا يحل المشكلة، بل على العكس:
1. يرسّخ شعوراً بالعار:
هذا الشعور قد يدفع الطفل إلى المزيد من الإنكار أو التمادي في السلوك الخطأ.
2. يشتت التركيز:
الطفل في هذه اللحظة يركز على الدفاع عن نفسه وعن شخصيته، وليس على استيعاب السلوك الصحيح.
استراتيجية الوالدين الهادئة: من الصراع إلى التوجيه
عندما يواجه الوالدان الموقف، الخطأ الأكبر هو إجبار الطفل على الاعتراف. هذا يجعله يلجأ إلى الكذب أكثر للهروب من الزاوية الضيقة.
ما هو الحل العملي؟
تحويل الموقف من “صراع أخلاقي” إلى “درس في الحدود والقواعد”:
الموقف الصعب التوجيه الهادئ والمباشر الهدف من الاستراتيجية
تخطي دوره في اللعب “أعلم أن الانتظار صعب، سأساعدك على الانتظار حتى يأتي دورك.” تعليم ضبط النفس ودعم مشاعره.
أخذ لعبة ليست له “اللعبة تعود لشقيقتك. هل تفضل أن تعيدها بنفسك أو أعيدها أنا؟” إشراكه في الحل والتركيز على السلوك.
إنكار غسل اليدين “أعرف أنك لا تحب غسل يديك، لكن الأمر ضروري للصحة. لنغسلها معاً الآن.” وضع القاعدة كأمر واقع لا يقبل النقاش بهدوء.
باختصار: دور الوالدين ليس البحث عن “الحقيقة الضائعة”، بل تعليم الطفل حدود السلوك المقبول بطريقة تُشعره بالأمان.
تجنب هذه الأخطاء القاتلة:
المحاضرات الطويلة والمملة.
الأسئلة الاستفهامية المباشرة والمحرجة: “لماذا كذبت؟”
العبارات المُحمّلة باللوم أو العار: “هذا عيب! الكذب صفة سيئة.”
الخلاصة النهائية لعلم النفس:
“الحد ذاته هو الدرس”. تعاملك الهادئ والحازم مع الموقف أهم بكثير من أي خطاب مطول حول الصدق. الكذب في سن الخامسة مجرد محطة نمو… والأهل هم موجّهو الطريق لا قضاة المحكمة.
إقرأ أيضاً : الأمان في الطفولة: القاعدة التي تُبنى عليها الحياة.
إقرأ أيضاً : خيبات الأمل لدى الأطفال: فرصة ذهبية للنمو العاطفي
حساباتنا: فيسبوك تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام