سادكوب تحت المجهر: محاولة استحواذ من كيان مشبوه تفضح الترهل الإداري في قطاع الطاقة السوري

في تطور مثير للقلق يكشف حجم المخاطر التي تواجه المؤسسات الاقتصادية الحيوية في سوريا، حصلت “زمان الوصل” و”حكومة الظل” على وثائق تُظهر وجود محاولة من قبل شركة خاصة تُدعى “طيبة” للاستحواذ على مرافق تابعة للشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية “سادكوب”، عبر استغلال الترهل الإداري المتفاقم داخل المؤسسة.

محاولة لاستثمار حصري تثير الشبهات:

الوثائق تُظهر أن المدير العام لـ”سادكوب” رفع كتابًا رسميًا إلى الإدارة العامة للنفط يطلب فيه منح شركة “طيبة” الخاصة حق الاستثمار الحصري في عدد من مرافق الشركة.

ورغم رفض وزير الطاقة لهذا المقترح، فإن مجرد تقديمه، إلى جانب خلفية الشركة، أطلق تحذيرات جدية بشأن الأمن الاقتصادي وشفافية إدارة قطاع المحروقات.

من هي شركة “طيبة”؟

تأسست “طيبة” تحت مظلة “صندوق البركة للاستثمار”، الناشط في مناطق شمال غرب سوريا، وتُعد جزءًا من شبكة اقتصادية تتبع لـ”هيئة تحرير الشام”، المصنفة كـ تنظيم إرهابي دولي.

هذه العلاقة المشبوهة تهدد بعواقب خطيرة، خاصة على صعيد ثقة المانحين الإقليميين، خصوصًا من الخليج العربي، الذين يراقبون عن كثب ملف الاستثمارات في البنية التحتية السورية.

عقوبات دولية تهدد الاقتصاد السوري:

أي تعامل رسمي مع شركات ذات صلة بتنظيمات مصنفة إرهابيًا قد يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات اقتصادية على سوريا، ويُقوّض أي أمل برفع أو تخفيف قانون قيصر الأميركي، الذي يستهدف قطاعات الطاقة والبنية التحتية.

فوضى إدارية داخل سادكوب:

تشير الوثائق إلى حالة من الانهيار الإداري داخل “سادكوب”، التي كانت تعتبر ركيزة أساسية في قطاع توزيع المشتقات النفطية في سوريا.

بحسب مصادر داخل المديرية التجارية، شهدت الأشهر الأخيرة تعيينات عشوائية لمديري فروع وموظفين غير مؤهلين، بعضهم من منطقة واحدة في ريف دمشق، وبرواتب تفوق السلم الوظيفي.

حتى أن مديرية التقانة تم استبدال كادرها بالكامل، وتسلم إدارة تموين الطيران شخص يحمل شهادة في علم الاجتماع!

بنية تحتية متهالكة رغم الأرباح:

رغم تحقيق الشركة أرباحًا بعد تحرير أسعار المحروقات، إلا أن البنية التحتية لم تُحدّث.

محطات الوقود، وحدات تعبئة الغاز، والمستودعات لا تزال تعمل بوسائل بدائية تسمح بـ التلاعب في الكميات والسرقات، وفق شهادات مهندسين من داخل الشركة.

عقلية “الشيخ” تُدير شركة وطنية:

بحسب مصادر من داخل سادكوب، ما تزال “عقلية الشيخ” تحكم مراكز القرار، وسط انعدام الرقابة والمحاسبة، خاصة في دمشق وريفها.

الأخطر من ذلك أن الشركة، التي يفترض أن تكون نموذجًا مؤسسيًا يُعتمد عليه في إعادة الإعمار، تحولت إلى كيان يعاني من شلل تنظيمي وتضخم إداري، في وقت تحتاج فيه سوريا إلى إدارة رشيدة لكل مورد اقتصادي.

إقرأ أيضاً: بدون منافسة.. هل تمنح الحكومة الانتقالية شركة طيبة إدارة محطات الوقود؟

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.