“شات جي بي تي” يراك ويسمعك.. دليلك لتأمين بياناتك في عصر الذكاء الاصطناعي
هل “شات جي بي تي” يتجسس عليك؟ خبير يكشف حقيقة الكاميرا والميكروفون في عالم الذكاء الاصطناعي
فيديوهات مرعبة، وشائعات متداولة:
“الذكاء الاصطناعي يراقبنا، وشات جي بي تي يشاهدك من الكاميرا حتى وهي مغلقة!” في عصر أصبحت فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، يزداد القلق والغموض: ما الذي تستطيع هذه الأدوات فعله حقاً؟ وهل خصوصيتنا في خطر؟
لمعالجة هذا الرعب الرقمي المتصاعد، تحدث موقع “سكاي نيوز عربية” مع خبير الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، المهندس رامي المليجي، ليضع النقاط على الحروف ويفصل الخيال عن الحقيقة.
هل يستطيع “شات جي بي تي” أن يراك أو يسمعك؟
المهندس المليجي يجيب على السؤال التقني بوضوح: نعم، يمكن تقنياً.
يكمن الخطر في لحظة التحميل:
“عند تحميل أي تطبيق على الهاتف، يظهر مجموعة من طلبات منح الأذونات، ومن بينها أذونات الوصول للميكروفون والكاميرا، وهذا أخطر ما في الأمر”.
الدليل السري لـ “أوبن إيه آي”
لا تتوقف المعركة عند منح الإذن لمرة واحدة. يشدد المليجي على ضرورة: قفل الأذونات الممنوحة لأي تطبيق بعد الانتهاء من استخدامه مباشرة.
وكشف الخبير أن هذا التوجيه موجود فعلاً في دليل استخدام شركة “أوبن إيه آي” نفسها، حيث يُطلب من المستخدمين إلغاء أذونات الكاميرا والميكروفون بعد الانتهاء من استخدامها في “شات جي بي تي”.
الكاميرا لا تعمل… ولكن!
من الناحية العملية، يؤكد المليجي أن “شات جي بي تي” لا يعتمد على نظام جمع البيانات التقليدي الذي يتطلب فتح الميكروفون والكاميرا باستمرار.
إلا أن هناك نقطة يجب الانتباه لها:
الأداة تحتفظ ببعض المعلومات “البسيطة” من المحادثات السابقة، مثل الاسم والعمر والتفضيلات، لمساعدتها في تطوير إجاباتها. والخبر الجيد هنا هو أن الإعدادات تتيح لك إيقاف حفظ هذه المعلومات تماماً.
لماذا يظن المستخدمون أن “الروبوت” يراقبهم؟
الكثيرون يربطون بين دقة إجابات الذكاء الاصطناعي وفكرة أنه “يسمعنا” أو “يرانا”، وهذا اعتقاد خاطئ.
يشرح المليجي ظاهرة “الانطباع بالمراقبة”:
“شات جي بي تي أو غيره تم تدريبه على نماذج لغوية ضخمة وحجم مهول من البيانات، جزء كبير منها جاء من مواقع التواصل الاجتماعي، ما منحه القدرة على فهم طبائع البشر وتفضيلاتهم وتوقع ردود أفعالهم بناء على مقارنته بشخصيات شبيهة”.
مع استمرار النقاش، تتطور توقعات الأداة وتصبح أقرب إلى فهم شخصيتك، وهذا ما يمنح المستخدم ذلك الشعور المخيف بأن التطبيق يقرأ أفكاره!
قوانين ضعيفة وتطور سابق للعصر
فيما يخص الضمانات القانونية، يقر المليجي بأن الحماية ما زالت محدودة. التطور التكنولوجي لـ “الذكاء الاصطناعي سبق التطور القانوني”.
الضمانات المتاحة حالياً تشمل:
حماية سرية البيانات من المخترقين، و”حق النسيان” الذي يضمن عدم الاحتفاظ بالمحادثات للأبد. وهذا بحد ذاته شكل من أشكال الحماية للمستخدم.
نصيحة الخبراء النهائية للمستخدم العادي:
“يجب أن نتوقع الخطر دائماً”. للتعامل بأمان مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، اتبع الآتي:
قلل كمية البيانات الحساسة التي تشاركها مع التطبيقات.
امسح سجلات البحث والمحادثات بشكل دوري.
لا تربط التطبيقات ببعضها، وتجنب منح معلومات حساسة لأي منها.
إقرأ أيضاً : ساعة آبل الجديدة.. ثورة في مراقبة الصحة أم مجرد تنبيه ذكي؟
إقرأ أيضاً : بين التسلية والخطر: أسباب حظر لعبة روبلوكس في دول عربية وعالمية