الليرة السورية تهبط إلى أدنى مستوى منذ 5 أشهر وسط تفاقم الأزمة النقدية
تسجّل الليرة السورية تراجعًا جديدًا أمام الدولار والعملات الأجنبية، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ مايو/أيار 2025، في مؤشر واضح على عمق الأزمة النقدية التي تعصف بسوريا في ظل العقوبات الغربية والعجز الاقتصادي المتزايد.
الدولار يتجاوز 11,650 ليرة في السوق السوداء:
بحسب موقع “الليرة اليوم”، بلغ سعر الدولار في السوق الموازية بدمشق يوم الإثنين نحو 11,680 ليرة للمبيع و11,630 ليرة للشراء، متجاوزًا السعر الرسمي المحدد من قبل مصرف سوريا المركزي بـ أكثر من 500 ليرة لكل دولار، حيث بقي السعر الرسمي عند 11,110 ليرة للمبيع و11,000 للشراء.
فجوة متزايدة بين السعر الرسمي والموازي:
هذا التباين يعكس تآكل الثقة بالسياسات النقدية الرسمية، حيث أصبحت السوق السوداء المرجع الرئيسي لتسعير السلع والخدمات في سوريا، رغم محاولات المصرف المركزي فرض قيود على التحويلات والتعاملات بالدولار.
اقتصاد منهك وتضخم يتجاوز 80%:
تزامن انخفاض قيمة الليرة مع ارتفاع معدل التضخم الذي تخطى 80% خلال عام 2024، وتراجع الإنتاج الزراعي والصناعي، إضافة إلى تقلص التحويلات الخارجية التي كانت تشكل دعمًا رئيسيًا للعملة.
وتُقدّر تقارير البنك الدولي الناتج المحلي السوري بنحو 20 مليار دولار فقط، مقارنة بما يزيد عن 60 مليار دولار قبل عام 2011، في حين يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
شُحّ الاحتياطي الأجنبي وغياب الحلول:
مع تآكل الاحتياطات الأجنبية، بات تدخل المصرف المركزي محدود الفعالية، حيث يعتمد على إجراءات إدارية مؤقتة بدلًا من أدوات نقدية تقليدية، ما يُفقده السيطرة على السوق.
كما تعمّق عقوبات “قيصر” الأميركية الأزمة، بمنع دمشق من التعامل المالي مع الخارج، ما يُقوّض فرص التعافي ويُعزز الدولرة الصامتة التي باتت تنتشر في مجالات مثل التعليم الخاص، الإيجارات، والخدمات الطبية.
سياسات محدودة التأثير وسوق موازية مهيمنة:
رغم محاولة الحكومة السورية فرض تسعير الزامي بالليرة ومنع التداول بالدولار، فإن السوق لا تتجاوب، مع تزايد الاعتماد على الدولار في التعاملات اليومية، ما يشير إلى تحول تدريجي نحو اقتصاد غير رسمي خارج سيطرة الدولة.
تحديات إعادة الإعمار والاستثمار:
مع ضعف الاستثمارات الأجنبية، وتباطؤ تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، وتراجع الصادرات، تبقى آفاق التعافي النقدي ضئيلة، خصوصًا في ظل استمرار العزلة المالية الدولية.
سعر الدولار في السوق السوداء: المؤشر الحقيقي:
في ظل غياب الثقة بالسياسات الرسمية، يُعدّ سعر الدولار في السوق السوداء المؤشر الأكثر واقعية لحالة الاقتصاد السوري، في وقت تواجه فيه البلاد إحدى أعمق أزماتها النقدية منذ عقود.
إقرأ أيضاً: الليرة السورية الجديدة: بين وعود المركزي ومخاوف تفاقم التضخم
إقرأ أيضاً: رفع مرتقب لأسعار الكهرباء في سوريا بنسبة تصل إلى 800% يشعل غضب الشارع