عمليات إعادة ترميم أسواق حمص القديمة مستمرة بوتيرة متسارعة
عمار ابراهيم- داما بوست تتواصل عمليات إعادة ترميم أسواق حمص القديمة بوتيرة متسارعة، وإعادة إعمار ما خربه الإرهاب خلال سنوات الحرب، بهدف إعادة دوران العجلة الاقتصادية في المدينة، وتشجيع الفعاليات التجارية لإعادة فتح المحال التجارية من جديد.
وتشغل كتلة الأسواق الأثرية من مدينة حمص القديمة حيزاً واسعاً من وسط المدينة التجاري، ويعود تاريخ تشييد جزء كبير منها إلى العهدين الأيوبي والمملوكي وبنيت هذه الأسواق وفق الطراز المعماري المملوكي.
وتوجد العديد من الأسواق الشهيرة من أبرزها : سوق الحرير – المعصرة – العطارين – الصاغة – البازرباشي وخان القيسارية، وهو الخان الوحيد الذي ما زال باقيا من العهد المملوكي.
كما قسمت وصنفت الأسواق إلى قسمين، أسواق حسب السلعة التي تباع فيها مثل : أسواق الحشيش والخضار، وصنف ثان بحسب المهنة مثل : سوق الصاغة –النحاسين- الخياطين – النجارين – وغيرها.
ويضاف اليها أسواق بحسب اسم المالكين مثل : سوق الفيصل وسوق الجندي، وأخرى بإسم من يتولى فيها العمل مثل سوق النسوان، وأسواق بتسميات مختلفة مثل : سوق الحميدية وسوق الحسبة.
وبين مصدر في لجنة الأسواق التراثية خلال حديثه لشبكة “داما بوست” أن: ” أبناء حمص ومغتربوها وشاغلو المحال في أسواقها وممثلون عن الجهات الحكومية والأهلية مع غرفتي تجارة وصناعة حمص و الأمانة السورية للتنمية تشاركوا العمل الجاري لإعادة إحياء الأسواق التراثية”.
وتابع المصدر أنه “تم بدء العمل منذ عدة أشهر بعد التوافق على أولويات العمل ودور كل جهة في ترميم و إعادة تأهيل الأسواق المسقوفة المتضمنة أكثر من 15 سوقاً للحفاظ على الهوية التراثية والعمرانية للأسواق وإعادة تنشيط الحركة الاقتصادية”.
وأوضح المصدر أن: “عدد المحال التجارية يبلغ نحو 1000 محل، لمختلف الحرف والمهن التجارية والتراثية على حد شواء، وتلعب دوراً كبيراً في دوران العجلة الاقتصادية في المدينة”.
وحول أعمال الترميم، أشار إلى أنها: “تشمل ترميم الأقواس الأثرية وصيانة الحجارة ثم إعادة تأهيل المحلات وواجهاتها و السقف المعدني مع التغطية وعمليات عزل الأسطح، وصيانة الصرف الصحي و الأرضيات والأرصفة وتزفيتها، بالإضافة إلى عمليات الربط الكهربائي”.
وأكد أن أعمال ترميم الأسواق استندت إلى عملية مسح وجرد لواقع المحال والأسواق، وتضمنت جميع المعلومات الضرورية مثل المتعلقة بالمهنة، الحالة الفنية، وطبيعة الملكية وإعداد خرائط GIS للأسواق وهيكلية بيانات مؤتمتة لضمان إحياء كل سوق من الأسواق”.
ولفت عضو لجنة الأسواق التراثية إلى أن: “السوق المسقوف أو سوق المقبي يعد من أكبر أسواق حمص وأقدمها، ومعلم أثري من معالم حمص القديمة، ويعود بناؤه إلى الفترتين الأيوبية والملوكية، ويضم العديد من الأسواق الصغيرة والتي شكلت بمجموعها ما يسمى السوق المسقوف، وسمي بهذا الاسم لأن العديد من أجزائه مسقوفة.
ويتميز هذا السوق بأرضية مرصوفة بالحجارة السوداء ما أكسبه شكلاً عمرانياً مميزاً إضافة لجدرانه المبنية بطريقة فنية تظهر عراقة التراث في مدينة حمص.
الجدير بالذكر أن السوق وبقية الأسواق القديمة تعرضت لأضرار كبيرة خلال تواجد المجموعات المسلحة في حمص القديمة، وإخراجهم بقوة السلاح من حمص عام 2014، حيث عملت الجهات المعنية على إعادة تأهيل وترميم السوق وتأمين خدمات البنى التحتية لتشجيع أصحاب المحال للعودة إليه.