داما بوست _ كاترين الطاس | القبة الحديدية التي لطالما تحدث عنها متفاخراً؛ خانته اليوم.. فقد قصفت مسيرة أطلقها حزب الله من لبنان منزل رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” في قيسارية، دون أن تستطيع القبة الحديدية اعتراضها لتضعه في مأزق لا يُحسَد عليه.. في رسالة واضحة من الحزب أن باستطاعته الوصول إلى عقر دار أي شخصية سياسية أو عسكرية في “إسرائيل”.
وفي وصف تهديد الطائرات المسيرة للاحتلال، أشار رئيس شعبة العمليات والتخطيط الأسبق في “الجيش الإسرائيلي”، الجنرال في الاحتياط “غيورا آيلاند” إلى أن هذه الطائرات تطير على ارتفاع منخفض، وتعرف كيفية تغيير الاتجاه، فهي ليست مثل الصاروخ الذي بمجرد إطلاقه يمكنك أن تتوقع أين سينتهي به الأمر.
وأفاد تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية بأن “حزب الله، الذي بقي بحوزته أكثر من ألف طائرة بدون طيار، بما في ذلك مسيّرات متفجرة، قد تحرك للاستفادة منها بشكل مكثف، من خلال محاولات توجيه ضربات على عدة أهداف في الوقت نفسه، أبرزها أهداف عسكرية وحكومية داخل ’إسرائيل’”.
فبعد أن كان هدف “نتنياهو” إعادة مستوطني الشمال، أصبح نازحاً معهم بعد أن هجر منزله هو وعائلته.. فما هي رسائل حزب الله من مسيرة قيسارية؟
الكاتب والباحث في العلاقات الدولية “محمد نادر العمري” أشار في حديث خاص لـ “داما بوست” إلى أن رسائل عدة حملتها مسيرة قيسارية:
_أولاً: هي ترجمة لوعد غرفة العمليات الخاصة للحزب بأن هناك مرحلة جديدة من التصعيد ضد “إسرائيل”.
_ثانياً: امتلاك الحزب لطائرات مسيرة من أجيال متقدمة وتحمل أوزاناً ثقيلة من المتفجرات وتستطيع تجاوز مسافات طويلة، ووصولها لبيت رئيس حكومة الاحتلال وقاعدة غليلوت اللذان يعتبران أكثر تحصيناً، هذا يعني قدرتها على الوصول لأكثر مناطق في فلسطين المحتلة.
_ثالثاً: قدرة الطائرات على المناورة والتملص من الدفاعات الجوية وكذلك من الطائرات الحربية والحوامات.
_رابعاً: امتلاك الحزب لبنك معلومات وأهداف واسع بما في ذلك المعلومات والبيانات الخاصة بمكان مقر رئيس حكومة الاحتلال.
_خامساً: زرع الخوف داخل نفوس وعقلية الإسرائيليين من خلال إدارة هذه المسيرات لاستهداف المناطق العسكرية والرسمية، بما في ذلك ما حصل منذ أسبوعين من استهداف أحد مقرات غولاني وامس مقر منزل “نتنياهو”.
_سادساً: التشكيك بمقدرة حكومة “نتنياهو” والمؤسسات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية في تنفيذ هدفها بإعادة المستوطنين نحو الشمال.
_سابعاً: رسالة الحزب باستعادة قدرته على السيطرة والقيادة والتحكم من خلال مجاراة الاحتلال وإعادة صورة الردع.
ويأتي استهداف منزل “نتنياهو” بعد نحو أسبوعين من تفجير قاعدة لواء “غولاني” جنوبي حيفا بمسيرة أطلقها حزب الله، معلناً دخوله مرحلة جديدة من تصعيد المواجهة ضد “إسرائيل”.
اقرأ أيضاً: ضربةٌ تاريخية.. كيف استهدف حزب الله البقرة الحمراء لـ “إسرائيل”؟