مكتب زراعي في سوق الهال بدمشق قريباً لتنظيم الأسعار ودعم الفلاحين

كشف مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي في وزارة الزراعة السورية، الدكتور سعيد إبراهيم، في تصريح لـ”هاشتاغ”، أن الوزارة تعمل على إنشاء أول مكتب زراعي في سوق الهال بدمشق، في خطوة تهدف إلى تسعير المنتجات الزراعية بشكل عادل، والحد من تحكّم التجار بأسعار الخضار والفواكه.

ضبط الأسعار ومنع استغلال الفلاحين:

وأكد إبراهيم أن المكتب الزراعي الجديد سيحدد أسعار عادلة للمحاصيل الزراعية، بناءً على دراسات دقيقة تشمل تكاليف الإنتاج وهامش ربح مناسب، ما يضمن للفلاح ربحاً مجزياً ويمنع بيع المحاصيل بأسعار بخسة. وستُعرض هذه الأسعار من خلال لوحات إلكترونية وترويجية داخل المكتب وخارجه.

وأضاف أن هذا الإجراء جاء استجابةً لشكاوى المزارعين من هيمنة التجار، الذين يشترون المنتجات بأسعار زهيدة ثم يبيعونها بأضعاف الثمن في الأسواق.

خطة لتغطية أسواق الهال في سوريا:

وبيّن المسؤول في وزارة الزراعة أن هناك 14 سوق هال مركزي موزعة في المحافظات، بالإضافة إلى 158 سوق نصف جملة وأسواق شعبية. وتخضع هذه الأسواق لإشراف لجنة تشغيلية تضم ممثلين عن وزارة التجارة الداخلية، وزارة الزراعة، محافظة دمشق، اتحاد الفلاحين، وغرف الزراعة.

وأشار إلى أن تجربة المكتب الزراعي ستبدأ من دمشق، على أن تُعمم لاحقاً على باقي المحافظات بعد تقييم النتائج.

إنشاء قاعدة بيانات زراعية ورقابة على السوق:

وأوضح إبراهيم أن المكتب سيساهم في إنشاء قاعدة بيانات وطنية ترصد حركة المنتجات الزراعية، وتحدد حجم الفائض في كل محافظة. كما سيراقب المكتب عمليات البيع والشراء داخل سوق الهال، بما في ذلك العمولات المالية وجودة المحاصيل، خاصة تلك المعدّة للتصدير.

وأكد أنه سيتم إجراء دراسة شاملة لتكاليف المحاصيل الزراعية في سوريا بهدف اعتماد نظام تسعير علمي وعادل.

التعاونيات الزراعية: تعزيز دور الفلاحين في تسويق محاصيلهم:

وفي السياق ذاته، أعلن الدكتور سعيد إبراهيم عن انتهاء مسودة مشروع تأسيس التعاونيات الزراعية، والذي يهدف إلى رفع القوة التفاوضية للفلاحين في عملية التسعير والتسويق.

نموذج درعا – بندورة من الفلاح إلى السوق:

ضرب إبراهيم مثالاً على ذلك بتعاونية محتملة في درعا، تتولى نقل وتسويق محصول البندورة مباشرة إلى سوق الهال بدمشق، ما يمنح الفلاحين قدرة أكبر على التفاوض وتقليل الاعتماد على الوسطاء.

كما سيتم ربط المصدرين والمستثمرين بهذه التعاونيات مباشرة، لتسهيل عمليات التصدير وتحقيق أقصى ربح ممكن للمزارع.

مشروع مدعوم بقانون رسمي:

وشدد إبراهيم على أن المشروع سيكون مقونناً بشكل رسمي، مما يعني أن الالتزام به سيكون إلزامياً على جميع التجار، ولن يستطيع أي طرف إفشاله.

موعد الإطلاق الرسمي:

وختم بالقول إن المكتب الزراعي في سوق الهال بدمشق سيكون جاهزاً خلال شهرين، بعد الانتهاء من التجهيزات الإدارية والتقنية المطلوبة.

إقرأ أيضاً: جنوب سوريا.. جفاف وغلاء الأسعار يحوّلان موسم التحضير للشتاء إلى عبء

إقرأ أيضاً: غزو المنتجات التركية للأسواق السورية: التحديات والفرص أمام المنتج المحلي

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.