لقاء دبلوماسي بين لبنان وسوريا في بيروت: نحو تطبيع العلاقات وترسيم الحدود
بدأت ملامح جديدة ترتسم في العلاقات اللبنانية – السورية، وفي سياق الانفتاح الدبلوماسي، عقد اجتماع رسمي في العاصمة بيروت بين وفد من وزارة الخارجية اللبنانية ونظيره من وزارة الخارجية السورية، بهدف تطبيع العلاقات الثنائية وبحث الملفات العالقة بين البلدين.
اللقاء جاء بعد اجتماع الرئيسين اللبناني والسوري في الدوحة:
جاء اللقاء بعد الاجتماع الذي جمع الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع على هامش القمّتين العربية والإسلامية في الدوحة، والتي عُقدت عقب العدوان الإسرائيلي على قطر. وقد شارك في القمتين وزيرا الخارجية اللبناني يوسف رجي والسوري أسعد الشيباني.
مصادر دبلوماسية كشفت لصحيفة “المدن” أن لقاء الرئيسين ساهم في تسريع وتيرة اللقاء الدبلوماسي بين البلدين في بيروت، في ظل وجود مناخ سياسي جديد يدفع نحو إعادة هيكلة العلاقات الثنائية على أسس واضحة.
وفدان رسميان ناقشا ملفات دبلوماسية وأمنية حساسة:
الوفد السوري ترأسه معاون وزير الخارجية لإدارة الشؤون العربية محمد طه الأحمد، وضم مسؤولين كباراً، بينهم مدير شؤون المغتربين محمد عبد السلام ومدير الشؤون الإدارية أنس البدوي. أما الجانب اللبناني، فتمثل بـ إبراهيم عساف، مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية اللبنانية.
الاجتماع الذي عُقد في مقر الوزارة في بيروت، وُصف بأنه “إيجابي ومثمر”، وتمحور حول عدد من القضايا المحورية أبرزها:
1- مستقبل العلاقات الدبلوماسية والقنصلية بين بيروت ودمشق.
2- ملف ترسيم الحدود اللبنانية – السورية، الذي كان يشكّل نقطة خلاف تاريخية.
3- أزمة النزوح السوري في لبنان وسبل التعاون لإعادة اللاجئين السوريين.
4- قضية المفقودين اللبنانيين في السجون السورية خلال حكم الأسد.
5- ملف الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية وضرورة معالجته قانونيًا وإنسانيًا.
دمشق تؤكد استعدادها لحلّ الملفات العالقة مع لبنان:
المصادر أشارت إلى أن الوفد السوري أبدى استعداداً كاملاً لحل ملف ترسيم الحدود، معتبرًا أن المرحلة الحالية تختلف عن الحقبة السابقة.
وفي ما يخص اللاجئين السوريين في لبنان، أكد الوفد السوري أن دمشق مستعدة للتعاون مع بيروت لتسهيل عودتهم، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
من جهة أخرى، جدد الوفد اللبناني مطالبته بالكشف عن مصير المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، وتحديدًا أولئك الذين اعتُقلوا خلال الحقبة الأمنية السابقة. وأكد الجانب السوري أهمية معالجة هذا الملف.
اتفاقية تعاون قضائي مرتقبة بين بيروت ودمشق:
وفي تطور لافت، كشفت المصادر أن هناك مباحثات جارية لإعداد اتفاقية تعاون قضائي جديدة بين سوريا ولبنان، تهدف إلى تسهيل معالجة الملفات القانونية، بما فيها قضية الموقوفين السوريين في لبنان، وضمان التعاون المؤسساتي المستدام بين البلدين.
سوريا تؤكد: نريد فتح صفحة جديدة مع لبنان:
نقل الوفد السوري رسالة رسمية من القيادة السورية، مفادها أن دمشق ترغب بفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية السورية تقوم على:
1- الاحترام المتبادل.
2- عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
3- تصفير المشاكل السابقة.
4- إرساء علاقات بنّاءة ومؤسساتية بين البلدين.
كما أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال اللقاءات أنه سيزور بيروت قريبًا، بعد الانتهاء من أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من أجل استكمال المباحثات حول مستقبل العلاقات.
إقرأ أيضاً: التوتر على الحدود اللبنانية‑السورية: خلية مسلحة ونزاع الترسيم
إقرأ أيضاً: لقاء سوري لبناني تناول ملفات النازحين السوريين وترسيم الحدود البحرية