الأحياء الشرقية في حلب تعاني من تردي الخدمات رغم الوعود الرسمية والمشاريع المعلنة
سكان حلب الشرقية يواجهون البنية التحتية المتهالكة وسط مخاوف من تكرار الفشل في التنفيذ
رغم التصريحات الرسمية والمشاريع التي أعلنت عنها محافظة حلب مؤخرًا، لا تزال الأحياء الشرقية في مدينة حلب، مثل الصالحين، الفردوس، الشعار، مساكن هنانو، وبستان القصر، تعاني من تدهور الواقع الخدمي، في ظل بنى تحتية متضررة، وشبكات صرف صحي قديمة، وطرقات غير صالحة، ما يزيد من معاناة السكان اليومية ويثير مخاوفهم مع اقتراب موسم الأمطار.
إقرأ أيضاً: حلب تطلق منصة استثمر لجذب رؤوس الأموال
مشاريع حكومية جديدة لتحسين خدمات الأحياء الشرقية في حلب:
أعلنت محافظة حلب، في 16 أيلول 2025، عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، عن إطلاق حزمة مشاريع خدمية تشمل:
1- استبدال خطوط الصرف الصحي في “كرم الأفندي” و”الصالحين”.
2- تعبيد الطرق المتضررة وإنشاء مصارف مطرية فعالة.
3- تأهيل حدائق الحاووظ ومساكن هنانو، وزراعة آلاف الأشجار والنباتات.
4- إنشاء ملاعب، مسطحات خضراء، ومرافق خدمية وترفيهية.
وأكد محافظ حلب، عزام الغريب، خلال جولة ميدانية في تلك الأحياء، أن هذه المشاريع تأتي في إطار خطة شاملة تهدف إلى إعادة الحياة إلى الأحياء المتضررة، وتحسين مستوى الخدمات والبنى التحتية، وتوفير بيئة صحية للسكان.
ردود فعل السكان: ترقّب مشوب بالحذر:
سكان الأحياء الشرقية، ورغم ترحيبهم بالمشاريع، عبّروا عن قلقهم من تكرار سيناريو الإهمال أو تنفيذ الأعمال بجودة منخفضة، كما حدث في محاولات سابقة.
نجلاء مصري، من حي الصالحين، قالت لعنب بلدي إن الطرق في الحي غير صالحة وتُشكل خطرًا على الأطفال وكبار السن، خاصة خلال فصل الشتاء. وأضافت أن السكان بحاجة فعلية إلى تنفيذ سريع وعالي الجودة، لا إلى وعود جديدة.
أما عبد الرحمن عامر، سائق أجرة من حي الهلك، فأكد أن الطرق والشوارع الفرعية بحاجة ماسة إلى الصيانة، مشيرًا إلى أن أي مشروع لا يُقاس بالإعلان بل بنتائجه الملموسة على الأرض.
محمد المحمد، موظف متقاعد من مساكن هنانو، شدد على أهمية إعادة تأهيل الحدائق والمرافق العامة، معتبرًا أن وجود مساحات خضراء ومتنفسات آمنة للأطفال والعائلات هو جزء أساسي من إعادة بناء الحياة الطبيعية في هذه الأحياء.
تحديات البنية التحتية: شبكة صرف صحي متهالكة وغياب مصارف المطر:
من أبرز المشكلات المتكررة التي تعاني منها الأحياء الشرقية في حلب:
1- غياب مصارف المطر، ما يؤدي إلى غرق الشوارع خلال فصل الشتاء.
2- شبكات صرف صحي متهالكة تؤدي إلى انسدادات متكررة.
3- أعمال تزفيت مؤقتة لا تصمد أكثر من بضعة أشهر.
4- افتقار معظم الحدائق للمرافق الأساسية كالمقاعد، الإنارة، والنظافة.
بحسب تصريحات مصطفى قرنفل، مسؤول المشاريع الخدمية في محافظة حلب، فإن بعض المشكلات تعود إلى الطبيعة العشوائية وغير المنظمة لبعض الأحياء الشرقية، ما يجعل تنفيذ المشاريع أكثر صعوبة، إضافة إلى قلة التمويل والدعم الفني.
الحدائق العامة بحاجة إلى تأهيل شامل:
عبد الرزاق الصالح الحجي، مدير مديرية الحدائق في مدينة حلب، أكد في وقت سابق أن غالبية الحدائق العامة والمسطحات الخضراء في الأحياء الشرقية لا تزال بحاجة إلى ترميم شامل، مشيرًا إلى أن سنوات الحرب ألحقت دمارًا واسعًا بالبنية الجمالية والبيئية للمدينة.
سنوات من الإهمال والتدمير تُلقي بظلالها:
تعاني الأحياء الشرقية من تراكم مشكلات خدمية مزمنة، بسبب الإهمال خلال سنوات الحرب، وضعف الاستثمارات الحكومية، وغياب خطط صيانة منتظمة. وتسببت القصف السابق والبنية التحتية المهترئة في تدهور الواقع الخدمي إلى مستويات غير مسبوقة.
مطالب السكان: تنفيذ فوري وجودة عالية:
السكان يطالبون بـ:
1- التنفيذ السريع والجدي للمشاريع المعلنة.
2- تحسين جودة أعمال التزفيت والبنية التحتية.
3- إنشاء مصارف مطرية فعالة قبل فصل الشتاء.
4- إعادة تأهيل الحدائق والمرافق العامة لتوفير متنفس آمن.
5- متابعة ميدانية دقيقة من الجهات المختصة لضمان استمرارية الصيانة والخدمات.
إقرأ أيضاً: بين الإهمال ونقص الخدمات: الأحياء الشرقية في حلب تواجه ظروف قاسية