تحالف مرتقب بين «قسد» ومناف طلاس لإطلاق مجلس عسكري وطني في سوريا

عاد إلى الواجهة مجددًا الحديث عن تحالف محتمل بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة وفرنسا، والعميد المنشق مناف طلاس، نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، في إطار مساعٍ لإطلاق مجلس عسكري سوري وطني يشمل مختلف القوى العسكرية والسياسية في البلاد.

مناف طلاس يطرح رؤيته في باريس: “مجلس عسكري لحماية الانتقال الديمقراطي”:

في محاضرة ألقاها طلاس في العاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من معهد “سيانس بو” للعلوم السياسية، عرض رؤيته لمستقبل سوريا بعد سقوط النظام السابق، ودعا إلى تشكيل مجلس عسكري “يضمن التمثيل المتوازن لجميع المكونات السورية”، ويشرف على المرحلة الانتقالية، وصولًا إلى انتخابات حرّة وديمقراطية.

طلاس أكد أن الفكرة ليست جديدة، إذ سبق أن طرحها عام 2012 دون نجاح، بسبب “الاصطفافات الدولية والتدخلات الخارجية التي حالت دون إسقاط النظام آنذاك”، على حدّ تعبيره. لكنه يرى اليوم أن الظرف السياسي والأمني في سوريا بات أكثر نضجًا لإحياء هذا المشروع.

لقاء مرتقب بين طلاس وقيادة “قسد” لبحث المجلس العسكري:

مصادر إعلامية كشفت عن نية مناف طلاس لقاء القائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي، في مناطق شمال وشرق سوريا، بترتيب ودعم فرنسي، لمناقشة إمكانية تشكيل مجلس عسكري موحّد. ومن المرجّح أن تجري هذه الزيارة في مدينة الحسكة خلال الأسابيع المقبلة، إذا ما اكتملت الترتيبات اللازمة.

وتأتي هذه التحركات في ظل تقاطع مصالح الطرفين، خاصة مع انفتاح “قسد” على استقبال ضباط وجنود من الجيش السوري السابق، وتأسيسها تشكيلات مثل “لواء الساحل” و”لواء السويداء” داخل مناطق سيطرتها.

دعم فرنسي ودولي محتمل لفرض شراكة عسكرية متوازنة في سوريا:

تحظى كل من “قسد” وطلاس بدعم فرنسي واضح، وهو ما يتجلى في منابر باريس السياسية والإعلامية التي تستضيف كليهما، كما أن فرنسا تعمل على رعاية مفاوضات غير مباشرة بين دمشق و”قسد” لتطبيق اتفاق 10 آذار، الذي ينص على دمج مؤسسات الإدارة الذاتية ضمن مؤسسات الدولة.

وفي السياق ذاته، رجّحت مصادر مطلعة أن تكون الزيارة المقبلة لطلاس إلى مناطق “قسد” برعاية فرنسية، بهدف الدفع باتجاه توازن عسكري وسياسي جديد داخل سوريا، لا يلغي الحكومة الانتقالية، ولكنه يضغط عليها لقبول الشراكة مع باقي القوى.

“قسد” قد تشترط تبني اللامركزية… والضغط الدولي ضروري لنجاح المشروع:

تشير التسريبات إلى أن “قسد” قد تطالب طلاس بتبنّي نموذج اللامركزية الديمقراطية كأحد شروط التحالف، وهو ما لم يُبدِ موقفاً واضحاً حياله حتى الآن. فيما ترى المصادر أن المشروع لن يتحقق دون دعم دولي فعال قادر على الضغط على الحكومة الانتقالية في دمشق للقبول بـ”المجلس العسكري” كجسم شرعي ضمن المرحلة المقبلة.

خطوة نحو توازن القوى أم صراع موازٍ للسلطة؟

في ظل رفض بعض فصائل السويداء الانضمام إلى الجيش السوري، والفجوة الأيديولوجية القائمة بين “قسد” والنظام السوري الحالي، يبرز المجلس العسكري الوطني كخطوة تهدف إلى توحيد البنادق وخلق توازن عسكري، دون إسقاط أو تجاوز الحكومة الانتقالية.

إقرأ أيضاً: مناف طلاس: العودة إلى المشهد السوري ورؤيته لمستقبل ما بعد الأسد

إقرأ أيضاً: تحولات دراماتيكية في المشهد السوري: تزامنات وتفاعلات سياسية معقدة

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.