ساعة آبل الجديدة.. ثورة في مراقبة الصحة أم مجرد تنبيه ذكي؟

هل يمكن لساعتك أن تخبرك بمرض صامت قبل أن يفتك بك؟

في خطوة جريئة قد تغير مستقبل الصحة الرقمية، أعلنت “آبل” عن ميزة ثورية في ساعاتها الذكية، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتنبيه المستخدمين باحتمالية إصابتهم بارتفاع ضغط الدم. هذه الميزة، التي أُدرجت في طراز “Apple Watch Series 11″، تمثل قفزة نوعية في مجال مراقبة الصحة الشخصية، حيث لا تحتاج إلى أجهزة قياس خارجية بل تعتمد على البيانات الموجودة في الساعة نفسها.

كيف تعمل هذه التقنية الذكية؟

بدلاً من قياس ضغط الدم مباشرة، وهو أمر يتطلب أجهزة مخصصة، قامت “آبل” باستخدام قوة الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات معقدة. فمن خلال دراسة شملت أكثر من 100 ألف شخص، تم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على ربط الإشارات الصادرة من مستشعرات القلب في الساعة ببيانات ضغط الدم التقليدية. والنتيجة كانت خوارزمية ذكية قادرة على التعرف على الأنماط التي قد تشير إلى ارتفاع محتمل في ضغط الدم.

وفقاً لسومبول أحمد ديساي، نائبة رئيس قسم الصحة في “آبل”، فإن هذه الميزة هي ثمرة سنوات من البحث لتحديد حالات ارتفاع ضغط الدم، التي تؤثر على أكثر من مليار شخص حول العالم، ويبقى نصفهم دون تشخيص.

تنبيه وليس تشخيصاً

من المهم فهم أن ميزة “آبل” الجديدة هي تنبيه وليست تشخيصاً طبياً. فهي لا تقدم قراءات دقيقة لضغط الدم، بل تُرسل إشعاراً للمستخدم بأن هناك احتمالية لارتفاعه، وتشجعه على استخدام جهاز قياس ضغط دم تقليدي والتشاور مع طبيبه.

وقد حصلت الميزة على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهو ما يؤكد مصداقيتها كأداة للمراقبة، وليست بديلاً عن الرعاية الطبية.

هل ستحدث فرقاً حقيقياً؟

يُعتقد أن هذه الميزة لديها القدرة على مساعدة الناس في اكتشاف ارتفاع ضغط الدم مبكراً، وهو ما قد يقلل من مخاطر الأمراض الخطيرة المرتبطة به مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ومع ذلك، هناك بعض التحذيرات. إذ تؤكد آمي بهات، كبيرة مسؤولي الابتكار في الكلية الأمريكية لأمراض القلب، على ضرورة أن تؤكد “آبل” بشكل واضح أن هذه الميزة لا تغني عن القياسات التقليدية والتشخيص الطبي. كما تحذر من “الطُمأنينة الزائفة” التي قد يشعر بها الأشخاص الذين لا يتلقون تنبيهاً، فيفترضون خطأ أنهم في مأمن من المرض.

في النهاية، تمثل ميزة “آبل” الجديدة خطوة كبيرة نحو تمكين الأفراد من متابعة صحتهم بشكل أفضل. فهل ستكون هذه مجرد ميزة إضافية، أم أنها ستُحدث تحولاً حقيقياً في طريقة تعاملنا مع أحد أكثر الأمراض الصامتة فتكاً؟

إقرأ أيضاً : هل يصبح الذكاء الاصطناعي مرشداً روحياً؟

إقرأ أيضاً : “آبل” تستعين بـ”جوجل”: هل يتغير وجه “سيري” إلى الأبد؟

حساباتنا: فيسبوك  تلغرام يوتيوب تويتر انستغرام

المزيد ايضا..
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.