بلغت تقديرات الإنتاج لموسم الحمضيات هذا العام حوالي 828 ألف طن، حيث وصلت في اللاذقية تقريباً 653 ألف طن، وفي طرطوس 174 ألف طن، لتشهد هذا الموسم ارتفاعاً في التقديرات عن المواسم السابقة، حيث بلغت الموسم الماضي 641 ألف طن، منها 487 ألف طن في محافظة اللاذقية، و154 ألف طن في محافظة طرطوس، وفي عام 2021 قدر الإنتاج بـ 787 ألف طن لكلا المحافظتين.
والحمضيات كغيرها من المحاصيل التي تعتمد عليها الدولة في الإنتاج، إن كان لتغطية السوق المحلية أو لتصديرها، وفي ظل هذه التقديرات والأرقام المذكورة، يعاني المزارعون في كل عام من انخفاض سعرها، وفي كثير من الأحيان يضطر المزارع إلى هدر محصول كامل أو توزيعه مجاناً مقابل السعر في السوق، فتكاليف اليوم باتت أضعافاً لما كانت عليه في المواسم الماضية، نتيجة التضخم وارتفاع أسعار المواد والمحروقات وغيرها.
وحول تكاليف الحمضيات في محافظة طرطوس أكد “حسين عبد الرحمن” وهو مزارع يعمل في زراعة الحمضيات والبندورة في حديثه لـ “داما بوست”.. “وصل سعر 12 فلينة جديدة في منطقتنا إلى حوالي 90 ألف، والمعبأ مرة أو أكثر بين 80 و90 ألف ليرة، فيما كان الموسم الماضي بين 15 و21 ألف حسب نظافته، إضافةً إلى ارتفاع أجور نقلها والتي تكون في أسوأ حالاتها 200 ألف ليرة لمسافة تقدر 15 كم، وبالنسبة للأسمدة فإن اليوريا مختفي من الأسواق من مدة طويلة، ونعوضه بـ السماد العضوي “المحلي” الذي وصل سعر كيس منه يزن حولي 10 كيلو إلى 10 ألاف ليرة”.
وأوضح “عبد الرحمن” أن سعر الحمضيات لهذا الموسم يجب ألا يقل عن 3500 ليرة للكيلوغرام حتى يستطيع المزارع أن يأكل من أرباحه، مشيراً إلى أن الموسم الماضي كان سعر الكيلو من ليمون “أبو صرة” 700 ليرة وسعر الليمون الحامض 1500 ليرة، وكان جيداً مقارنة بسعر الصرف وقتها، حيث وصل إنتاج 5 دونمات إلى ما يقارب 30 طن، موضحاً أن الطقس قد يؤثر على الإنتاج من حيث تساقط المطر والبرد على الأزهار التي تؤدي بدورها إلى قلة الإنتاج، بحسب تعبيره.
أما في اللاذقية وحول سعر الليمون الحامض، أكد “إبراهيم سليمان” وهو مزارع في محافظة اللاذقية لـ “داما بوست”.. “من يومين قمت ببيع الليمون “الماير” بـ 1500 ليرة، وهذا السعر ليس جيداً مقارنة بالتكاليف، فيما بلغ سعر الليمون البلدي الموسم الماضي بين 3 و4 آلاف ليرة، وهذا لم يحن موعد قطافه حتى الآن، فيما وصل سعر سماد الآزوت “يوريا” بين 400 و500 ألف ليرة، ووصل سعر “تريلا” من “السماد المحلي” حوالي 600 ألف ليرة، موضحاً أن سعر الفلينة المستعملة 3000 ليرة، فيما وصل سعر الجديدة حوالي 6000 ليرة، وأما بالنسبة للصناديق التي تسع 8 كيلو فقد وصل سعر الواحد منهم إلى 6000 ليرة.
وبالنسبة للـ “تقبين” أي عملية وزن الحمولة، بيّن “إبراهيم” أن السيارة التي تسع بين 350 و400 كيلو تكلف 6000 ليرة واحدة لكل “تقبينة” بينما يصل سعر تقبين السيارات ذات الحمولة الكبيرة إلى 35 ألف ليرة، وأجار نقل المحصول يصل إلى 225 ألف ليرة مع مكرمة من صاحب الشاحنة، في النهاية وتبعاً للأسعار في هذه السنة، فإن الفلاح لا يستفيد من أرباحه إلا “حق الخبز”.
ووفقاً للمعطيات السابقة، يتساءل مزارعو الحمضيات في الساحل السوري، فيما إذا كان المزارع سيحصل على أسعار تشجيعية تلبي تكاليفه مع هامش للربح يحفزه على الاستمرار في زراعة هذا المحصول، وكم سيكون ثمن الكيلو الواحد لهذه المحاصيل وهل سيكون متناسباً والأعباء الاقتصادية الحالية، أم ستكون النتيجة إهمال المزارعين لمحاصيلهم وهدرها ما سيضاعف الخسارة على أصحاب الأراضي وحتى على الجهات الحكومية.