ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالممارسات العنيفة واللاإنسانية التي ارتكبها مواطنون في تركيا بحق عدد من السياح العرب على اختلاف جنسياتهم، لتضاف إلى قائمة الأعمال العنصرية والانتهاكات التي يتعرض لها اللاجئون السوريون.
وازدادت الاعتداءات المهينة بحق السياح العرب، وتحديداً من كان منهم يزور تركيا بقصد السياحة وقضاء عطلة صيفية ممتعة، حيث أثارت قضية العنف التي تعرض لها سائح كويتي في أحد شوارع مدينة طرابزون الواقعة في شمال شرق تركيا غضباً عارماً، أدى إلى مطالبات خليجية وعربية بمقاطعة السياحة في تركيا المتهمة بالعنصرية ضد العرب، وتداول نشطاء على مواقع التواصل مقاطع فيديو للاعتداء الذي وقع السبت، وظهر السائح الكويتي وهو ملقى على الأرض بدون حراك فيما تحيط به عائلته وبعض المارة.
وقال عضو مجلس الأمة الكويتي “أسامة زيد الزيد” في تعليق عبر حسابه على منصة إكس “تويتر سابقاً”.. “الاعتداء الهمجي الذي تم على السائح الكويتي وأسرته أمام العامة، يتوجب أولاً تفاعلاً سريعاً من السفارة الكويتية في تركيا بتوفير الرعاية الصحية للمصاب (شفاه الله) والحماية لأسرته حتى عودتهم تحت إشراف وزارة الخارجية، واتخاذ الاجراءات القانونية لمحاسبة المعتدين”.
وانتشرت مقاطع مصورة يقول متداولوها إنها “تكشف مدى العنصرية” التي يتعرض لها العديد من السياح القادمين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبحسب إحدى مقاطع الفيديو المتداولة، فإن شجاراً عنيفاً وقع بين عمال إحدى المطاعم ومجموعة من السياح بسبب خلاف على الفاتورة، التي قال الزوار إنها مبالغ فيها ولا تعكس الأسعار الحقيقية لما طلبوه من طعام وشراب.
وفي وقتٍ سابق ظهرت سيدة خليجية وهي تقول “أغلقوا السياحة في تركيا وتحدثوا إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان” واعتبر البعض أن تلك السائحة الخليجية بالغت بردة فعلها تجاه امرأة محلية حاولت تجاوزها في الطابور في أحد المطاعم، وفق الرواية التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وسجلت السنوات الأخيرة تنامي العداء للعرب في تركيا مع ازدياد عدد الزوار الأجانب، ووفقاً لبيانات وزارة السياحة في تركيا، فإن البلاد كانت قد استقبلت 23 مليوناً و30 ألفا و209 سائحاً أجنبياً، في الأشهر السبعة الأولى من عام 2022، فيما احتل الألمان المرتبة الأولى في قائمة السياح الأجانب، وعلى الصعيد العربي، حل العراق في المرتبة الأولى من حيث إجمالي زوار تركيا في تلك الفترة، وزار البلاد 660 ألفاً من العراق، و279 ألفاً من الكويت، ومن ثم الأردن 272.676 ألف زائر.
وانخفضت أعداد السياح في تركيا خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بحسب تصريحات عدد من المكاتب السياحية التي يعمل بها ويديرها سوريون أو عرب في اسطنبول، أكدوا.. “قلّت السياحة بشكل واضح وملموس في هذا الموسم، وهناك فرق واضح بين أعداد السياح في موسم الصيف الماضي والموسم الحالي، فقدنا الكثير من الزبائن الذين ألغوا حجوزات الفنادق والسفر، وغيّروا وجهتم إلى مناطق سياحية في دول ثانية، فالزبائن لم تعد ترغب في مواجهة تصرفات عنصرية”.